قال عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إن "الإرهاب ظاهرة عالمية لا علاقة له بثقافة أو دين أو شعب معين، فثقافته وعقيدته هي الغلو والتطرف ورفض الآخر وإعلان الحرب عليه"، مضيفا في كلمة ألقاها صباح أمس الثلاثاء في المقر الدائم للإيسيسكو بالرباط، بمناسبة افتتاح أعمال الملتقى الدولي حول أثر الإرهاب على الأمن والسلم الدوليين، أن التطور التكنولوجي ساعد على تفشي الإرهاب على حد كبير، "حيث يتم استخدام الجماعات الإرهابية للتقنيات الحديثة، وفي شتى أرجاء العالم، للتنسيق فيما بينها، ولجلب أكبر عدد ممكن من المتعاطفين معها. وأكد التويجري، أنه رغم غياب تعريف محدد وموحد للإرهاب، فإنه "يظل عملا عدوانيا وفعلا إجراميا وتخريبيا ، يتنافى مع القيم الدينية، ومع القوانين الطبيعية، ومع المبادئ الإنسانية، ويشكل خطرا على أمن الدول وسلامتها." ودعا التويجري، إلى قيام تحالف دولي، " ليس على المستويين الأمني والعسكري فحسب، بل على المستويات الفكرية والثقافية والعلمية والإعلامية التي تشمل الخطاب الثقافي والديني بصورة عامة، وذلك لمواجهة الخطورة المتزايدة لظاهرة الإرهاب، وقال في هذا الصدد، "إنه أصبح لزاما على المجتمع الدولي بكل مكوناته، من هيئات وحكومات ومنظمات ومجتمع مدني، تكثيفُ الجهود للتصدي للإرهاب بكل حزم وشجاعة وإحساس عميق بالمسؤولية." هذا، واعتبر التويجري أن الملتقى الدولي حول أثر الإرهاب على الأمن والسلم الدوليين، "هو من صميم القضايا التي تحظى باهتمام بالغ من قبل المجتمع الدولي في المرحلة الحالية، في ظل ما يشهده العالم اليوم من عدم الاستقرار بسبب تنامي ظاهرة الإرهاب بكل أشكاله، الذي أصبح يهدد الأمن والسلم الدوليين، والذي تمارسه بعض الدول الاستعمارية، كإسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وكالجماعات المتشددة والمنحرفة من المسلمين ومن غيرهم من أتباع الأديان الأخرى في مناطق متعددة في العالم». وتابع قائلا "إن من المحزن والمؤلم أن يكون الإرهاب المسيطر على اهتمام العالم اليوم هو الإرهاب الذي تقوم به جماعات منحرفة خارجة عن هدي الإسلام وسنة خير الأنام ، مدعية الانتماء إلى الإسلام والإسلام بريء منها ومن جرائمها، والتي تتخذ من القتل بأبشع صوره، سلاحا لزعزعة الأمن والاستقرار، وترتكب جرائم ضد الإنسانية يحرمها الإسلام، وتجرمها القوانين الدولية." وأعلن عن استعداد الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي للتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، لتنفيذ القرارات والتوصيات التي سيتمخض عنها هذا الملتقى الدولي، انطلاقا من الوعي والفهم العميقين لخطورة ظاهرة الإرهاب، وتنفيذاً لأهداف الإيسيسكو المنصوص عليها في ميثاقها والرامية إلى تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها، والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولا سيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان، وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.