أكد عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا علاقة له بثقافة أو دين أو شعب معين، موضحا في كلمة له خلال الملتقى الدولي حول (أثر الإرهاب على الأمن والسلم الدوليين) الذي تم تنظيمه على مدار ثلاثة أيام بداية من أول أمس الثلاثاء بالإيسيسكو (موضحا) أن ثقافة "الإرهاب" وعقيدته هي الغلو والتطرف ورفض الآخر وإعلان الحرب عليه. وأشار المتحدث نفسه إلى أن التطور التكنولوجي ساعد على تفشي الإرهاب على حد كبير، حيث يتم استخدام الجماعات الإرهابية للتقنيات الحديثة، وفي شتى أرجاء العالم، للتنسيق فيما بينها، ولجلب أكبر عدد ممكن من المتعاطفين معها، داعيا إلى قيام تحالف دولي، ليس على المستويين الأمني والعسكري فحسب، بل على المستويات الفكرية والثقافية والعلمية والإعلامية التي تشمل الخطاب الثقافي والديني بصورة عامة، وذلك لمواجهة الخطورة المتزايدة لظاهرة الإرهاب، بل أصبح لزاما على المجتمع الدولي بكل مكوناته، من هيئات وحكومات ومنظمات ومجتمع مدني، تكثيفُ الجهود للتصدي للإرهاب بكل حزم وشجاعة وإحساس عميق بالمسؤولية-يقول التويجري-. وشدد التويجري قائلا إنه من المحزن والمؤلم أن يكون الإرهاب المسيطر على اهتمام العالم اليوم هو الإرهاب الذي تقوم به جماعات منحرفة خارجة عن هدي الإسلام وسنة خير الأنام ، مدعية الانتماء إلى الإسلام والإسلام بريء منها ومن جرائمها، والتي تتخذ من القتل بأبشع صوره، سلاحا لزعزعة الأمن والاستقرار، وترتكب جرائم ضد الإنسانية يحرمها الإسلام، وتجرمها القوانين الدولية، معلنا عن استعداد الإيسيسكو واتحاد جامعات العالم الإسلامي للتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، لتنفيذ القرارات والتوصيات التي سيتمخض عنها هذا الملتقى الدولي، انطلاقا من الوعي والفهم العميقين لخطورة ظاهرة الإرهاب، وتنفيذا لأهداف الإيسيسكو المنصوص عليها في ميثاقها والرامية إلى تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها، والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولا سيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، والتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان، وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي. هذا وينظم هذا المؤتمر بشراكة بين اتحاد جامعات العالم الإسلامي بالتعاون بين الإيسيسكو وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، بحضور علماء وأكاديميين وخبراء وباحثين، وسيتم على مدار ثلاثة أيام مناقشة وسائل المكافحة الوطنية والإقليمية والدولية، والسياسات الوطنية والإقليمية في مكافحة الإرهاب، وتقييم الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب. كما سيتم عقد مائدة مستديرة، على هامش الملتقى، حول موضوع الإرهاب من جميع جوانبه وأسبابه المحلية والإقليمية والعالمية بمشاركة نخبة من كبار المختصين والخبراء المهتمين بالموضوع.