عاد التوتر ليطبع من جديد علاقة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بدكاترة التعليم المدرسي، وذلك بعدما نفذ صبر هؤلاء الأطر وقرروا تدشين الموسم الدراسي على إيقاع التصعيد، بخوض إضراب وطني بعد يوم غد الخميس، مصحوب بوقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة الوصية بالرباط، التي استعصى عنها الأمر ولم تجد أي حل حقيقي ومنصف لهذه الفئة التي عمر ملفها لأزيد من عشر سنوات، مما ينذر بأن القطاع سيعرف موجة احتقان غير مسبوق. ويأتي هذا الإضراب، الذي دعت إليه الكتلة الوطنية للدكاترة العاملين بوزارة التربية الوطنية احتجاجا على" التراجعات الخطيرة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ومعها الوزارة الأولى عن كل الاتفاقات المبرمة والالتزامات التي تعهدت بها في جلسات حوار ماراطونية مع الدكاترة، وعلى رأسها تغيير الإطار إلى أستاذ التعليم العالي مساعد لكافة دكاترة القطاع المدرسي في متم 2012 عبر ثلاث دفعات، والتخبط في ما يسمى بالمخططات الإصلاحية الفاشلة والقرارات المزاجية والاقتصار على أشباه حلول غالبا ما تكون ترقيعية لمعضلة نقص أساتذة التعليم العالي، وأمام الاستمرار في الإجهاز على حقوق ومكتسبات الدكاترة والتمادي في تجاهل ملفهم المطلبي العادل". ونبهت الكتلة الوطنية للدكاترة، في بيان توصلت"رسالة الأمة" بنسخة منه، الوزارة الوصية ومن خلالها الحكومة إلى خطورة السياسة التي تنهجها في التعاطي مع ملف الدكاترة وما ينجم عنه من معاناة لهذه الفئة من نساء ورجال التعليم. وأكد المصدر تشبث جميع الدكاترة ب"مطالبهم العادلة وعلى رأسها تغيير إطارهم الحالي إلى إطار أستاذ التعليم العالي مساعد بما يوفر لهم الاستقرار في مسارهم المهني ويعيد لهم مكانتهم الاعتبارية و الاجتماعية والمادية، وفتح أبواب الجامعة في وجوههم بعيدا عن الحسابات السياسية والنقابية المنحرفة"، منددا ب"الطريقة التي تتعامل بها الوزارة الوصية مع ملف الدكاترة والتي عنوانها الاستهتار بحاملي شهادة الدكتوراه ومحاولة الإجهاز على ملفهم والالتفاف على تعهداتها بحله نهائيا عند متم 2012". وطالب المصدر ذاته الوزارة بفتح حوار جدي ومسؤول مع ممثلي الدكاترة لإيجاد حل سريع وعادل لهذا الملف الذي عمر طويلا، تفاديا لأي احتقان و تأزيم للوضع التعليمي بالمغرب، مستنكرا في هذا السياق "رفض الوزارة منح تراخيص متابعة الدراسة لرجال ونساء التعليم والذي لا يعدو أن يكون إلا حقا طبيعيا لكل إنسان في هذا الكون تضمنه جميع الدساتير البشرية و التعاليم الدينية". ودعت الكتلة الوطنية للدكاترة العاملين بوزارة التربية الوطنية للنقابات الأكثر تمثيلية إلى التدخل العاجل للضغط على الوزارة لإيجاد حل يليق بالأطر العليا للوزارة وبشهادة الدكتوراه ببلادنا"، داعية دكاترة القطاع إلى "التعبئة وتوحيد الصف للوقوف في وجه كل المحاولات البائسة لإقبار ملفهم والقضاء عليه، والرد بقوة على كل محاولات الوزارة للتملص من التزاماتها تجاه ملف الدكاترة".