تتواصل تداعيات التشويش على مقابلات كأس العالم بجنوب إفريقيا مع استمرار تبادل التهم والتصريحات بين ممثلي قنوات «الجزيرة الرياضية» وممثلي القمر الاصطناعي «نايل سات». في هذا الإطار، وصف خبراء في ميدان التشفير والتشويش والبث الفضائي والأقمار الاصطناعية ما أحدثه «هاكرز» القنوات الفضائية من تشويش على قنوات «الجزيرة» أثناء نقل مباريات كأس العالم بكونه عملا تخريبيا متعمدا. وشددوا على أنه «لا يمكن لأي فريق عمل إخباري في أي قناة في العالم أن يقوم بذلك العمل التخريبي من خلال إرسال تردد للقمر بقوة أكبر من قوة الإرسال الأخرى الصاعدة من المحطة الأرضية للقناة إلى الساتل». في هذا السياق، أكد المهندس محمد رشدي، المسؤول عن التشفير بالشركة المصرية للقنوات الفضائية «CNE»، في تصريحات صحفية ل«العربية.نت»، أن ما حدث من تشويش على قنوات «الجزيرة» في اليوم الأول على القمر الاصطناعي «نايل سات» أو في اليوم الثاني على القمر الاصطناعي «عرب سات» لا يقوم به أفراد، بل هو بالفعل عمل تخريبي تقوم به جهات من خلال أجهزة معقدة، وذلك عن طريق إرسال إشارة بقوة أكبر إلى الساتل في المدار الخاص به، وهو 7 بالنسبة إلى قمر «نايل سات»، وتستطيع أي جهة أن تقوم بذلك من أي مكان تغطيه الرقعة الجغرافية للقمر المصري. وأوضح أن «القمر يستقبل التردد الخاص به من أي مكان عن طريق القوة الأكبر «بور»، وليس مهماً من أين تأتي إليه تلك الإشارة. وبعد ذلك يحدث التداخل في الإشارات، ومن هنا يحدث التشويش، سواء في الهندسة الإذاعية الخاصة بالإذاعة أو التلفزيون أو الساتل، ويتم تغيير التردد على الفور، وهو ما حدث في قنوات «الجزيرة الرياضية» عندما غيرت ترددها على القمر المصري «نايل سات». وأضاف في تصريحه أنه «بتغيير التردد، يتم تغيير الإشارة الحاملة للصوت والصورة الخاصة بقنوات «الجزيرة»، ولذلك أصبحت الآن قائمة على ترددين مختلفين، وهذا ما جعل مجموعة من ال«هاكرز» يبحثون عن الإشارة الخاصة بتردد «الجزيرة» وقاموا بمهاجمتها بقوة أكبر من قوة تحميل الإشارة من الدوحة إلى الساتل الخاص بالقناة، ولذلك يتم حجز الترددات الأرضية لكل مجموعة أو باقة من القنوات حتى لا يقوم أحد باستخدامها وحتى لا يحدث التداخل». ومقابل ذلك، شدد محمد رشدي على استحالة أن تقوم شركة «نايل سات» بالتشويش على باقة قنوات تبث عبره، لأنه لا أحد يريد سمعة سيئة لنفسه حتى لا يقال إن تردداته غير مستقرة أو إن لديه مشاكل في الترددات، كما أنه أيضا ليس من المعقول أن تقوم مجموعة قنوات «الجزيرة» بالتشويش على نفسها. وفي سياق متصل، تحدثت مصادر صحفية عن وقوف جهة روسية مشهورة في القرصنة وراء التشويش، يطلق عليها «أكس كي»، وذكرت أنها عمدت إلى التشويش على بث قنوات «الجزيرة الرياضية» لحظة نقل الافتتاح ومقابلات اليوم الثاني، مما يعني إبعاد القمر الاصطناعي«نايل سات» عن دائرة الاتهام بالتشويش على «الجزيرة» كما تردد سابقا، مع الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم سبق أن دعم «الجزيرة» في البحث ومتابعة المسؤولين عن التشويش قضائيا. وجدير بالإشارة إليه أن تقارير صحفية تحدثت عن دفع «الجزيرة الرياضية» لمبلغ مليارين وسبعمائة وخمسين مليون دولار نظير الحصول على حقوق بث كأس العالم ل2010 و2014.