ذكرت مصادر من الطائفة اليهودية بالمغرب أن حملة التوقيعات ضد هدم مستشفى «بن شيمون» في طنجة بلغت حوالي 50 ألف توقيع، ضمت أسماء يهود يقيمون في المغرب وكندا والولايات المتحدةالأمريكيةوإسبانيا وفرنسا. ويوجد من بين الموقعين فرانكو راشيل، وزير العدل الإسرائيلي، وديري أندريه موسس الفيدرالية الفرنسية لليهود المغاربة، وراف ابيطبول رئيس مؤسسة إسرائيل، وريفلين افراين مدير مركز البحث والدراسات اليهودية في باريس، ودافيد بن سوسان الناطق الرسمي للطائفة اليهودية في كندا. كما تشمل القوائم أسماء شخصيات مغربية، مثل بيدا تليلة أستاذة جامعية في الرباط، وسعيد الصياد أستاذ اللغة العربية في جامعة مونبولييه، إضافة إلى أعضاء في جمعيات للصداقة، فيما يلاحظ أن أغلبية الموقعين من إسرائيل. وجاء في بيان أن مجموعة من المغاربة، مسلمين ويهودا «متشبثون بهويتنا وتاريخنا الفني والشاهد على مظاهر التعايش منذ آلاف السنين، يقفون وراء هذه المبادرة على إثر هدم معلمة تاريخية من طرف السلطات المحلية، والتي سبقها إتلاف مقابر يهودية في آسفي وتنغير»، ولاحظوا أن «هناك خطرا يحدق بممتلكاتنا ويشكل تهديدا لمستقبل التعايش والسلم». وقال الموقعون «إننا نحتج بقوة ضد قرار الهدم»، وصافين إياه بكونه «غير مسؤول» وطلبوا إلى السلطات العليا «التدخل العاجل لوقف هذا النزيف» وكذا «اتخاذ الاحتياطات الضرورية لوقف هذه العمليات غير المشروعة»، كما دعوا إلى احترام الملكية الفردية والجماعية «للحفاظ على صورة الاندماج والتعايش». وتتهم الطائفة اليهودية السلطات المحلية وعمدة مدينة طنجة سمير عبد المولى، المنتمي إلى الأصالة والمعاصرة، بتوريط المغرب في قضية كان في غنى عنها، خصوصا وأن قرار الهدم الجديد صدر يوم 15 أبريل المنصرم ونفذ بين ليلتي الثاني والثالث منه، مما يؤشر -حسب بعض الأوساط- على المزيد من التداعيات السلبية على صورة المغرب المتشبعة بالتعايش والتسامح واحترام القانون. وكان رئيس الطائفة اليهودية في طنجة جاكوب إسرائيل كارزون وجه نداء من إسبانيا، جاء فيه أن الواجب «يفرض إصلاح الخطأ الجسيم واحترام حقوق الطائفة اليهودية»، كما كان عليه الوضع منذ عصور. وطالب رالف طوليدانو بما وصفه «وقفة الإقصاء والهدم الذي تتعرض له الممتلكات العقارية اليهودية في طنجة»، مؤكدا أن المدينة أصبحت «ضحية مطرقة قاتلة»، ومشددا على أن احترام القانون «لم يعد قائما». وأضاف أن «ما حدث مبادرة ميؤوس منها أقدمت عليها السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي حصاد»، وقال: «ليس لأن الأمر يتعلق بممتلكات يهودية، وإنما لأن إعدام أي شاهد تاريخي يمثل خسارة كبيرة». وتتذكر طنجة أن نائبا برلمانيا سابقا استحوذ على قطعة أرضية قرب الشاطئ كانت في ملكية يهودي. أقام عليها عمارة سكنية، لكنه اضطر، في نهاية المطاف، إلى منح ذلك اليهودي مبالغ مالية باهظة على سبيل التعويض. وفي سياق ردود الأفعال التي خلفها هدم المستشفى اليهودي بطنجة، راسل دافيد بنسوسن الناطق الرسمي باسم اليهود السفارديم المتحدين بكيبيك، سفيرة المغرب بكندا نزهة الشقروني، معربا لها عن احتجاجه الشديد على هدم المستشفى. وأعرب صاحب الرسالة في هذا السياق عن استغرابه لهدم المستشفى دون علم الجالية اليهودية بطنجة ودون موافقتها، معتبرا أن ما قامت به سلطات طنجة يدعو إلى الحيرة والفزع حول قيم التسامح والتعايش التي كان المغرب نموذجا يحتذى به في هذا السياق. ودعا الناطق الرسمي باسم اليهود السفارديم بكيبيك السفيرة نزهة الشقروني إلى تبليغ السلطات المغربية المغربية فزعهم، معربا عن أمله أن تحظى الحقوق اليهودية في طنجة بكامل الاحترام، خاصة أن هذا المستشفى، حسب قوله، قدم العديد من الخدمات لجميع المغاربة بمختلف دياناتهم. وقد تزامنت حملة التوقيعات هذه مع احتفال أزيد من ألفي يهودي مغربي بهيلولا بن ديوان في منطقة سيدي يحيى بوزان التي تضم مقابر رموز دينية عبرية أبرزهم أمران بين ديوان الذي توفي في أسجان سنة 1781 وهو أحد أشهر الأولياء اليهود في المغرب. وتعد احتفالات اليهود الغاربة المنظمة في وزان من أهم الطقوس الدينية التي يداوم اليهود على إقامتها في عدد من المدن المغربية والتي يحتضنها ضريح أمران بن ديوان في وزان. وفي ذات السياق، التقى مئات من الحجاج اليهود، الذين تنحدر غالبيتهم من الصويرة ويقيمون بالخارج، بقرية أيت بيوض الواقعة على بعد 70 كيلومترا عن مدينة الصويرة للاحتفال بهيلولا الربي نسيم بن نسيم. وأكد رئيس الطائفة اليهودية بأكادير ورئيس الأماكن المقدسة اليهودية بالجنوب سيمون ليفي في تصريح صحفي «أن حضور اليهود المغاربة هنا يشهد مرة أخرى على تشبثتهم بتقاليدهم العريقة المتميزة بالحج الديني للربي نسيم بن نسيم الذي يحتضن في خشوع تام كافة صلواتهم».