طالب مستشارون جماعيون في اجتماع اللجنة المكلفة بالتنمية البشرية والشؤون الاجتماعية والثقافية والرياضية يوم الأربعاء 14 أبريل 2010 بنزع المنحة السنوية التي يقدمها مجلس مدينة الدارالبيضاء ل 'مؤسسة الفنون الحية' (5 ملايين درهم)، احتجاجا على العرض المسرحي 'لخبار في المسرح' الذي قدم مساء الاثنين الماضي بمسرح آنفا في إطار الدورة الرابعة لمهرجان 'لنذهب إلى المسرح' الذي تحتضنه مدينة الدارالبيضاء من 9 إلى 18 أبريل 2010، وتنظمه 'مؤسسة الفنون الحية' (يرأسها نور الدين عيوش). وهدد أعضاء اللجنة بتنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بالمشهد المبتذل الذي أظهر به العرض المسرحي النساء المغربيات في حمام تقليدي. ووصفت عضو بمجلس المدينة التي حضرت العرض المسرحي 'لخبار في المسرح' لفرقة 'دابا تياتر'، (إخراج إيمان الزروالي)، وفضلت عدم ذكر اسمها بالعرض الرديء الذي قدمت به المسرحية، مؤكدة أن ثمانية ممثلات ظهرن في عرض مباشر على خشبة المسرح أمام حوالي 300 من الجمهور المختلط، عاريات تماما إلا من ملابس داخلية شفافة يكشفها 'البلاستيك' الذي يغطين به بعضا من أجسادهن، وهن يقمن بتجسيد دور نساء داخل حمام تقليدي، يتجاذبن أطراف الحديث من خلال نقاش مجموعة من القضايا بأسلوب مبتذل. فيما أظهرت إحدى لقطات المسرحية بحسب المصدر ذاته، النساء العاريات واقفات في طابور ينتظرن دورهن لولوج 'مرحاض'، وما يرافق هذا الانتظار من حركات تمييعية، مضيفة أن المسرحية ختمت عرضها الذي استغرق ساعة كاملة بتحية مسيحية للجمهور المتبقي الذي انسحب الكثير منه. فيما نفى نور الدين عيوش في اتصال لالتجديد به أن يكون الاستعراض عاريا، مؤكدا أن الممثلات جسدن دور نساء في حمام تقليدي بلباس مسرحي، واصفا المسرحية بأنها إبداع مهم عبر فيه الشباب عن أفكار موجودة في المجتمع بكل حرية ما لم يكن فيه ما هو ضد المجتمع أو الدين.. ثم أضاف مستدركا: 'وإن كنت غير متفق مع بعض الأشياء التي قيلت في المسرحية'. وسبق لأمل عيوش المديرة الفنية ل'مؤسسة الفنون الحية' التي تنظم هذه التظاهرة، أن أشارت في لقاء مع الصحافة الاثنين الماضي بالدارالبيضاء، أن فرقة 'دابا تياتر' (الرباط) من خلال مسرحية 'لخبار في المسرح'. ستشارك في المهرجان بمسرحية خاضت تجربة جديدة وناجحة. وفي تعليقه على الموضوع، قال الدكتور مولاي عمر بن حماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن هذه سلوكات شاذة عن قيم المجتمع وأخلاقه وهويته، مشيرا إلى أن من يحاولون تطبيع المغاربة مع هذه السلوكات التي يعبر عنها إما عن طريق المسرح أو الأفلام أو المهرجانات ..لا يزدادون إلا انعزالا عن المجتمع واصطداما مع قيمه، وهو اتجاه يضيف بنحماد لا حاضر له ولا مستقبل ولكنه سيظل على الهامش، متسائلا متى كان المسرح الذي كان وينبغي أن يهذب الأذواق لهذا الدور. ودعا عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح العلماء إلى القيام بواجبهم في التصدي للعابثين بقيم المجتمع وهويته. يذكر أن العروض المسرحية التي تقدم في إطار الدورة الرابعة لمهرجان 'لنذهب إلى المسرح'، ستتوزع على مجموعة من الأماكن والفضاءات المسرحية بالمدينة، من بينها المركبات الثقافية ثريا السقاط، وآنفا، وحسن الصقلي، ومولاي رشيد، وفضاء 'الباطوار'، إضافة إلى بعض الفضاءات المفتوحة منها ساحة محمد الخامس، وهناك عروض تستهدف الكبار، والأطفال، وحتى السجناء بالسجن المحلي للنساء بعكاشة.