احتج سائقو حوالي 10 سيارات أمام مخفر الشرطة الكائن بشارع إدريس الحارثي في الدارالبيضاء، ابتداء من التاسعة ليلا وإلى حدود الحادية عشرة، بعد أن تعرضت سياراتهم لرشق بالحجارة ألحق بها أضرارا مادية وصفوها ب«الكبيرة»، فقد عمد أحد المنحرفين إلى رشق السيارات التي كانت تمر عبر الشارع المذكور بحجارة من الحجم الكبير كادت تتسبب في أضرار جسدية لراكبيها. ويوجد من بين السيارات سبع سيارات أجرة كبيرة وثلاث سيارات عائلية فوجىء سائقوها جميعا بمباغتة الشخص المنحرف الذي كان في حالة غير طبيعية، حيث كان عاريا ومدججا بالحجارة التي كان يرمي بها كل سيارة تمر بالقرب منه. وبعد الاعتداء الذي تعرض له مالكو السيارات المتضررة تباعا، عمدوا إلى التوقف عند أقرب مخفر شرطة في المنطقة للاحتجاج والمطالبة بتوقيف المعني، وهو ما لم يتم أثناء الاحتجاج على الرغم من أن المسافة التي تفصل المخفر عن مكان وجود المعني ليست بالبعيدة، الشيء الذي أثار احتجاج السائقين. وانتقلت سيارتان لرجال الأمن، فور العلم بالحادث، إلى موقع المخفر وأمنتا عملية السير عبر شارع إدريس الحارثي بعد أن احتل السائقون المحتجون جزءا كبيرا منه متسببين بذلك في عرقلة عملية المرور. وأكد بعض السائقين ل«المساء» أنه عقب الاحتجاج أمام مخفر الشرطة، التحق المتضررون بأقرب دائرة أمنية حيث تم أخذ أقوالهم في ما يخص الاعتداء الذي تعرضوا له من طرف الشخص المعني، ثم طلب منهم الانصراف على أساس أن يتم الاتصال بهم فيما بعد. وأضافت المصادر ذاتها أن شارع إدريس الحارثي يعتبر من «أخطر» النقط في الدارالبيضاء بسبب ما وصفه بعضهم ب«الفوضى» التي يوجد عليها، سواء من حيث وجود عدد كبير من المنحرفين أو من حيث العرقلة التي يتسبب فيها أصحاب العربات المجرورة «الكوتشيات» الذين لا يحترمون قانون السير، وغالبا ما يكونون وراء وقوع حوادث سير في هذا الشارع. وعلى خلفية الحادث، أكد بعض السائقين أنه تقرر تنظيم وقفة احتجاجية في الأيام القليلة المقبلة للتنديد بما يتعرض له سائقو السيارات، خاصة في هذا الشارع، مؤكدا أن الأمر يتطلب تدخلا عاجلا للسلطات المعنية من أجل تنظيم عملية المرور به والتصدي للمنحرفين الذين يرعبون مستعملي الطريق ومعهم الزبناء من سكان الأحياء المجاورة، بل ويتسببون في حرمان بعض الموظفين من فرصة سهلة للتنقل بعد أن أصبح أغلب السائقين يتجنبون العمل بهذا الشارع ويعوضونه بالعمل في حي بورنازيل أو مناطق أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنه تُسجل في الشارع بشكل شبه يومي عملياتُ اعتداء وسرقة، بالإضافة إلى ما تعرفه هذه الأحياء من عربدة في الساعات المتأخرة من الليل، الشيء الذي يحرم سكان هذه الأحياء من الراحة، وهو ما يدعو إلى التدخل بشكل عاجل لوضع حد لما تشهده هذه الأحياء من اختلالات وصفت ب«الكبيرة».