تعيش مدينة بوجدور في الآونة الأخيرة على ايقاع أزمة النقل العمومي، إذ نجد عشر سيارات أجرة تجوب المدار الحضري للمدينة، ولا تلبي حاجيات الساكنة في مجال النقل بالمدينة والتي يفوق عددها 000 . 50 نسمة، أضف الى هذا التوسع العمراني الكبير الذي تعرفه المدينة من خلال إحداث عدة احياء سكنية جديدة كحي العودة وحي التنمية وحي الوحدة 1 ، هذه الأحياء المذكورة غالبا ما تعرف نقصا في وسائل النقل العمومي، حيث تضطر ساكنتها إلى استعمال العربات المجرورة بالدواب في غياب سيارات الأجرة التي لا يتعدى عددها عشر سيارات أجرة مقابل خمسين ألف نسمة، أي بمعدل خمسة آلاف نسمة لكل سيارة أجرة صغيرة . هذا الخصاص الحاصل يتم تعويضه من خلال تواجد سيارات أخرى المعروفة بهوندا المرخص لها بنقل الاشخاص والبضائع والبالغ عددها 133سيارة، تحمل ترقيما مرخصا له من طرف المجلس البلدي لبوجدور، يخول لها مزاولة النشاط اليومي في نقل البضائع والأشخاص داخل المدار الحضري للمدينة، يعيل أربابها وسائقوها أسرهم المتكونة من خمسة الى ثمانية أفراد لكل أسرة من موارد هذه السيارات، ناهيك عن الدفعات الشهرية التي يؤديها هؤلاء للشركات التي تربطهم معها التزامات، تتعلق بقروض شراء هذه السيارات المذكورة. لكن وقع ما لم يكن في الحسبان، حيث فوجىء أصحابها بحملة شنت ضدهم، تم خلالها حجز أزيد من خمسين سيارة هوندا على خلفية قرار يقضي بتحديد مقعد واحد فقط للسيارة مرخص لراكب واحد وبضاعته، الشيء الذي لا يمكن معه الاستمرار في ظل هذا الوضع، حيث نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر باشوية بوجدور، يطالبون بإلغاء ذلك القرارالذي يعتبرونه جائرا في حقهم، وكذا اثارة انتباه المسؤولين للعدول عن تطبيق هذا القرار وإيجاد حل مناسب يخدم مصلحة الجميع ، وعلى ضوء هذه الوقفة الاحتجاجية التي نظمها أرباب وسائقو سيارات النقل هوندا ، أعطيت تعليمات لمصالح الأمن بتفريقهم وحجز كل السيارات التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية ، وكان ذلك يوم الجمعة. هذا ما دفع بهم وبالجمعية التي ينتمون اليها الى مكاتبة عامل الاقليم من خلال رسالة مفتوحة يطالبون فيها بالتدخل الفوري لعامل الاقليم قصد انصافهم ، وإنصاف ذويهم المرتبط قوتهم اليومي بنشاط سياراتهم داخل المدينة. كما توصلت الجريدة بنسخة من محضر اجتماع لجنة النقل الحضري المنعقدة يوم 17/07/2008 خصص لتدارس الخلافات المتفاقمة بين مهنيي النقل داخل المدار الحضري للمدينة ، كما يتضمن المحضر توقيع العديد من المسؤولين المعنيين بالاقليم وضمنهم ممثلو أرباب سيارات نقل الاشخاص والبضائع. وعلى العموم، فإن مدينة بوجدور في حاجة الى المزيد من وسائل النقل الحضري والعمومي، ولم لا حتى حافلات «الاطوبيس» باعتبار أن المجال الحضري لبوجدور شهد توسعا عمرانيا يستحق المزيد من وسائل النقل الحضري، وكذا إخراج عدة رخص نقل مخصصة لهذا الغرض إلى حيز الوجود، وما لاحظناه يوم الأحد 15/03/2009 الذي يعتبر عطلة أسبوعية ونحن نتجول بشاطىء المدينة، الذي كان مكتظا بالمصطافين الذين عانوا من خصاص تام في وسائل النقل، إذ لا يخفى علينا ان المسافة التي تربط الشاطىء بالمدينة تبلغ حوالي ثلاثة كيلومترات وما يزيد ، وشوهدت عجائز وأطفال يطالبون أرباب السيارات الخاصة بنقلهم من الشاطىء الى وسط المدينة على جنبات الطريق، وهم يستعملون إشارات الاوتوسطوب.