وصلت الحصيلة الأولية للانفجار الذي هز ساحة جامعة الفنا بمدينة مراكش، صباح أمس (الخميس)، في حدود الساعة 11 و45 دقيقة، واستهدف مطعم «أركانة» الشهير، إلى 14 قتيلا وعشرات الجرحى أغلبهم نقلوا في وضعية صحية حرجة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن طفيل. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح»، فإن ثلاث فرق من مختبر الشرطة العلمية والتقنية بالدار البيضاء انتقلت ظهر، أمس (الخميس)، إلى مراكش، لمباشرة عمليات البحث في مكان الانفجار، ويتعلق الأمر بفرق من قسم البيولوجيا لتشخيص هويات الضحايا، وفريق من قسم الحرائق والمتفجرات والكيمياء لتحديد أسباب الانفجار وفريق مركزي للتدخل الميداني انتقل من مدينة الرباط. وحول أسباب الحادث أفاد بلاغ صادر عن وزارة الداخلية أن المعطيات الأولية التي تم الحصول عليها في مكان الحادث تشير إلى أن الانفجار ناتج عن عمل إجرامي إرهابي. وأعلنت وزارة الداخلية أنها أوفدت إلى مكان الانفجار فرق إنقاذ، كما صدرت تعليمات بإرسال أطقم طبية لتعزيز الطاقم الطبي بمستشفى ابن طفيل بمراكش. وحسب مصدر مطلع، فإن حالة من الهلع سادت بين سكان المدينة العتيقة من شدة الانفجار الذي هز مطعم «أركانة» السياحي، واضطر المئات منهم إلى التوجه إلى ساحة جامعة الفنا للاطمئنان على ذويهم ممن يشتغلون في مقاهي ومطاعم الساحة. وخلف الانفجار هلعا بين السياح الذين كانوا وقت وقوع الحادث في ساحة جامع الفنا، فمنهم من حاول معرفة ماذا حدث بالاقتراب من موقع الانفجار، وآخرون ركبوا الحافلات وقصدوا الفنادق التي ينزلون فيها. وتطوعت أطقم طبية من مصحات خاصة لتقديم الإسعاف للمصابين، كما أن سيارات إسعاف في ملك خواص شاركت في عمليات نقل المصابين إلى المستشفى. وحسب شهود عيان، فقد تناثرت أشلاء الجثث أمام شرفة مطعم «أركانة»، على اعتبار أن مدبر العملية الإجرامية المفترض، حسب الأبحاث الأولية يرجح أنه وضع الحقيبة التي تحتوي على العبوة الناسفة تحت أحد المقاعد بالشرفة. وتضاربت الأنباء في بداية الأبحاث التي باشرتها الشرطة العلمية بموقع الحادث حول أسباب الانفجار، بين فرضية العمل الإرهابي وإمكانية أن يكون الانفجار سببه قنينة غاز البروبان، غير أن بعض المؤشرات دفعت وزارة الداخلية إلى ترجيح فرضية العمل الإجرامي. تفيد المعطيات الأولية أن بين قتلى تفجير «مطعم أركانة» سائحة تونسية وفرنسيين وهولنديين، وأن عدد المصابين وصل إلى حدود عشية أمس (الخميس) إلى 38 جريحا. وتحدث شهود عيان بمكان الحادث عن أنهم شاهدوا شخصا وهو يتناول كأسا من عصير البرتقال بشرفة المطعم، قبل أن يغادر تاركا حقيبة تحت أحد المقاعد. وصرحت مصادر بمراكش أن مطعم «أركانة» لا يتوفر على كاميرات مراقبة، رغم أنه من المقاهي العتيقة التي تعتبر مقصدا للسياح الأجانب ويقع بجوار مقر الشرطة السياحية بساحة جامع فنا. وأعلنت حالة استنفار قصوى في مراكش، كما شددت المراقبة في محيط الفنادق والأماكن السياحية، ووضعت حواجز أمنية على الطرقات الرئيسية في مداخل ومخارج المدينة، ربما سعيا إلى إيقاف مدبري عملية «تفجير مطعم أركانة». وانتقل ظهر أمس (الخميس) إلى قسم المستعجلات في مستشفى ابن طفيل القنصل الإيطالي، وذلك بعدما تحدثت أخبار عن إصابة سياح إيطاليين كان في المقهى وقت وقوع الحادث، ومن المفروض أن يكون وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني انتقلا عشية أمس إلى المدينة للوقوف على حقائق ما جرى. وحسب مصدر مطلع، فإن المصالح الأمنية استمعت إلى نادلة تعمل في مطعم «أركانة»، يرجح أنها شاهدت منفذ العملية لحظة وضعه الحقيبة المشبوهة. ووفق آخر المعلومات، فإن الطاقم الطبي عثر على مسامير بجثث الضحايا، ما يرجح أن يكون منفذ العملية استخدم عبوة تقليدية في التفجير. ورجح المصدر ذاته أن تكون جثة منفذ العملية بين الجثث التي تم انتشالها بموقع الانفجار، قبالة شرفة المطعم، وهو ما لم يؤكده مصدر أمني، وصرح أن الأبحاث ما تزال متواصلة. رضوان حفياني