أدى حريق شب مساء أول أمس (الاثنين) بالمحجز البلدي بطريق أزمور بالدار البيضاء إلى احتراق 64 من السيارات التي كانت محجوزة داخله. وأوضح مصدر أمني بمكان الحادث أن أسباب الحريق الذي اندلع حوالي الساعة السابعة مساء ما تزال مجهولة، وأن تحقيقا فتح من أجل تحديدها، مرجحا أن تقف خلفه شبهة جنائية، وساعدت في انتشاره طبيعة المواد السريعة الاشتعال التي تحتوي عليها السيارات المحجوزة. إلى ذلك، سادت حالة من الفوضى والارتباك صفوف رجال الوقاية المدنية الذين حلوا بمكان الحريق، بسبب غياب مصدر قريب للمياه يمكنهم، التزود منه لمقاومة الحريق، ما جعل مواطنين من الأحياء المجاورة للمحجز الواقع بطريق أزمور يتدخلون من أجل المساعدة في عملية ضبط الحريق ومنعه من الانتشار بباقي أرجاء المحجز. ولم ينجح رجال الوقاية المدنية في إخماد الحريق بشكل كامل إلى في حدود الساعة التاسعة ليلا، مؤكدين أن عدم وجود مصدر مياه قرب مكان الحادث ساهم في إبطاء عملية إخماد الحريق الذي ما تزال أسباب اندلاعه مجهولة. وأدى تخوف سكان "دوار الزفت" المحاذي للمحجز من انتشار ألسنة اللهب إلى مساكنهم إلى إخراج أثاث بيوتهم بعيدا، واستعانوا بخراطيم بلاستيكية صغيرة لمكافحة الحريق ومنعه من الوصول إلى بيوتهم. ومكنت مساعدتهم من تطويق الحريق ومنعه من الوصول إلى باقي أجزاء المحجز والمباني المجاورة له. وعرفت الطريق المجاورة للمحجز حالة من الفوضى، بسبب ركن سيارات جديدة محجوزة كان من المقرر وضعها بالمحجز، ما فرض الاستعانة بشرطة المرور التي عملت على تنظيم الحركة من أجل التخفيف من حالة الفوضى التي عرفها المكان. وانتقل إلى مكان الحادث عدد من أصحاب السيارات المحجوزة لمعرفة مصير سياراتهم بعد الحريق الذي شب بالمحجز، وتساءلوا عن الجهة التي يمكنها تعويضهم في حالة تعرض سياراتهم لأضرار بسبب الحريق، خاصة أن المحجز لا يتوفر على أي تأمين على الأخطار المرتبطة بالحريق الذي يمكن أصحاب السيارات المحجوزة من الحصول على تعويضات في حالة إصابة سياراتهم بأضرار. كما تساءلوا عن السبب الذي يقف خلف عدم وجود مصدر للمياه بالقرب من المحجز الذي يعد نقطة سوداء وسبق أن تعرض لحريق في أقل من سنة خلف تدمير عشرات السيارات المحجوزة. وأوضح نجيب عمور، رئيس مقاطعة الحي الحسني، أن المحجز مسرح الحادث تابع لمجلس المدينة، الذي يجب عليه التدخل من أجل إعادة هيكلته لتجنب مثل هذا النوع من الحوادث. وأشار عمور إلى أنه طلب تقريرا حول الحريق الذي وقع بالمحجز لمعرفة أسباب اندلاعه، موضحا أن هذه المرفق العمومي يعاني عدة مشاكل في البنيات التحتية في مقدمتها مشكل الإنارة العمومية، إلى جانب غياب ووسائل السلامة الضرورية.