يتواصل، داخل الهند، جدل واسع حول كتاب، صدر حديثا، عن المهاتما غاندي جدلا وجاء فيه أن أب الأمة الهندية كان "مثليا وميالا لصغار السن" و"عنصريا اتجاه السود". وألف كتاب "الروح العظيمة: المهاتما غاندي وكفاحه مع الهند" جوزيف ليليفلد، رئيس التحرير السابق في صحيفة نيويورك تايمرز الأمريكية والحائز على جائزة "بوليتزر" العالمية. وجاء في الكتاب أن غاندي وقع في حب مهندس يهودي ألماني الذي كان بطلا في رياضة كمال الأجسام، يدعى هيرمان كلنباخ، هذا الأخير، بادله نفس الحب، إلى حد أنه هجر زوجته "كاستوربا" عام 1908، في جنوب إفريقيا. وبحسب الكتاب، فإن غاندي ورفيقه عاشا سنتين في بيت واحد، ولم يفترقا إلا في عام 1914 حين قرر غاندي العودة إلى بلاده، فيما رفض كلنباخ مرافقته بدعوى اندلاع الحرب العالمية الأولى. ورغم افتراقهما فإنهما ظلا يتبادلان الرسائل، وجاء في إحداها أن غاندي كتب عن شوقه "الدفين" لرفيقه، وقال له في الرسالة "كيف فعلت حتى امتلكت جسدي.. إنها عبودية". وكان يلقب غاندي ب"الغرفة العليا"، فيما كان لقب رفيقه الألماني "الغرفة السفلى". وبحسب صحيفة "دايلي ميل"، فإن كلنباخ ولد في ألمانيا، لكنه هاجر إلى جنوب إفريقيا، وهناك أصبح مهندسا ثريا. كما جاء في الكتاب أن غاندي كانت له علاقات مع فتيات قاصرات، ضمنهن حفيدته "ماني"، ويروي الكتاب تفاصيل عن مضاجعته لحفيدته بشكل منتظم، في الوقت الذي كان يبلغ فيه 70 عاما. وتحدث الكتاب، أيضا، عن تبني المهاتما غاندي في سنوات شبابه "مواقف عنصرية تجاه الأفارقة السود" أثناء مقامه بجنوب إفريقيا كمحام مغترب، ووصفهم في أحد تصريحاته أنهم "غير متحضرين". الأوساط السياسية الهندية نددت ب"الكتاب" واعتبرته "محاولة لتلطيخ سمعة أب الأمة الهندية " مطالبة ب"حظر نشره وبيعه في جميع أنحاء الهند، وباعتذار علني من مؤلفه". وقررت ولاية غوجارات الهندية، التي ينحدر منها المهاتما غاندي، منع توزيع الكتاب أو بيعه . وقال رئيس حكومة الولاية ناريندرا مودي إن "المهاتما كان سياسيا بارزا وزعيما روحيا للهند ومصدر إلهام للعديد من حركات الحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم، وكرس حياته لرفاهية البشر". فيما أفادت صحيفة "إنديان إكسبريس" أن الحكومة الهندية تعتزم إصدار قانون يجرم إهانة أو ازدراء رمزية المهاتما غاندي . وأضافت الصحيفة أن الحكومة طلبت من وزارة العدل الهندية اقتراح تعديل على قانون "منع إهانة الرموز الوطنية" الذي صدر عام 1971، وذلك بتضمينه بندا يعتبر "تلطيخ سمعة المهاتما جريمة تماثل إهانة العلم الوطني أو الدستور"، وتكون عقوبتها السجن.