انتخب، أول أمس الأحد، فؤاد العماري، عن حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا لمجلس مدينة طنجة (العمدة)، خلفا لسمير عبد المولى (من الحزب ذاته). وحصل العماري على 59 صوتا من أصل 83 صوتا معبرا عنها، مقابل 23 صوتا لمنافسه، عبد اللطيف بروحو، من حزب العدالة والتنمية، وورقة واحدة ملغاة. وكان العمدة السابق لمدينة طنجة، سمير عبد المولى (الأصالة والمعاصرة)، قدم استقالته، الأسبوع الماضي، رفقة أربعة من نوابه، في بادرة وصفتها قيادة الحزب ب"القرار الإرادي وغير المسبوق والجريء". ومرت أجواء العملية الانتخابية في مقر مجلس المدينة، تحت حراسة أمنية مشددة، مع تطويق الطريق المؤدية إلى مجلس المدينة برجال الأمن، في جو من التوتر من قبل منتخبي العدالة والتنمية، الذين اعتبروا أن عملية انتخاب العمدة الجديد "مفبركة ولم تمر في إطار الشفافية". وقال الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية في تصريح صحفي، عقب انتهاء عملية التصويت، إن الحزب "ينوي التقدم بطعن قانوني في هذه الانتخابات، لأن مبدأ الشغور لم يحترم أثناء ترشيح العمدة الحالي لمدينة طنجة"، مشيرا إلى أن "حزب العدالة والتنمية تعامل بالمنطق، الذي اتبعته أحزاب التحالف، خلال ترشيح أحد أعضائه للمنافسة على منصب العمودية بمدينة طنجة". من جهتها، استنكرت الأحزاب المكونة للتحالف المشكل لمكتب مجلس مدينة طنجة، محاولة حزب العدالة والتنمية "إفساد جلسة" انتخاب الرئيس الجديد للجماعة الحضرية. وسجلت أحزاب الأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، في بلاغ مشترك، توصلت "المغربية" بنسخة منه "المحاولة اليائسة لخلط الأوراق، التي أقدم عليها حزب العدالة والتنمية، بترشيحه وصيف اللائحة عوض وكيلها، دون وجود حالة الشغور، قصد افتعال جدل قانوني وسياسي، يحول دون مرور انتخاب رئيس المجلس في ظروف عادية". وأضاف البلاغ أن "هذا السلوك، المعبر عن ثقافة وحسابات سياسية ضيقة، والمتنافي مع قواعد الأخلاق والتنافس الشريف، يطرح أكثر من علامات استفهام بخصوص فهم مستشاري هذا الحزب لوظيفة المعارضة، وطبيعة تعاطيهم مع المقتضيات القانونية الواضحة والصريحة". واعتبر أن "هذه الممارسات لن تثني مكونات التحالف، التي عبرت عن نضج كبير في تعاطيها مع هذا السلوك الاستفزازي، عن العمل الجماعي والتشاركي، على أرضية ميثاق الحكامة الجيدة، في احترام كلي للقواعد القانونية المؤطرة للعمل الجماعي". واعتبر عدد من الوجوه السياسية أن انتخاب أعضاء مكتب مجلس المدينة، المكون من عشرة نواب للرئيس، "مفاجأة" بعدما أفرزت الأصوات أسماء جديدة لتولي منصب نواب العمدة، معظمهم قادمون من الأحزاب المكونة للتحالف. وانتخبت سعيدة شاكر المطالسي (التجمع الوطني للأحرار) نائبة أولى للرئيس، وعبد السلام العيدوني (الاتحاد الدستوري) نائبا ثانيا ، والنائب الثالث، عبد الحفيظ الشركي، والرابع، يونس الشرقاوي، والخامس، حسن السملالي، والسادس، محمد غيلان (التجمع الوطني للأحرار)، والسابع، محمد الحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة (الأصالة والمعاصرة)، والثامن، رضوان الزين، الذي شغل سابقا مقررا للمجلس (التجمع الوطني للاحرار)، والتاسع، أحمد بلقاضي (الاتحاد الدستوري)، والعاشر، عبد النبي مورو (الأصالة والمعاصرة). فؤاد العماري، العمدة الجديد لمدينة طنجة، من مواليد 1974، متزوج وأب لطفل، حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الإدارة المحلية والتنمية من جامعة عبد المالك السعدي بطنجة، ويشغل منصب الأمين الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة طنجة تطوان، ونائب رئيس مقاطعة طنجة بني مكادة، ومؤسس جمعية "نويزا"، والمهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية.