يبدو ان المصلحة والمنفعة حملتا الاسلاميين المتطرفين ورجال العصابات الماركسيين في اميركا اللاتينية على الدخول في «تحالف غير مقدس» لتهريب المخدرات عبر افريقيا وصولا الى المستهلكين الاوروبيين. وذلك بعدما نجحت جهود مكافحة تهريب الكوكايين مباشرة من كولومبيا وغيرها من دول الانديز المنتجة له الى الولاياتالمتحدة واوروبا. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول اميركي أن هذا هو السبب الذي يجعل منظمات اميركية جنوبية، مثل القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، تعمل على الوصول الى السوق الاوروبية من خلال افريقيا، بمساعدة تنظيم «القاعدة» وجماعات اخرى يشتبه بارتكابها اعمالا ارهابية. وقال جاي بيرغمان مدير ادارة انفاذ قوانين المخدرات لشؤون منطقة الانديز في اميركا الجنوبية انه «في الفترة من منتصف التسعينات واواخرها عندما تحسنت قدرة الاوروبيين على منع (تهريب المخدرات) بحرا قبالة سواحل البرتغال واسبانيا على سبيل المثال، بدأ المهربون تغيير مساراتهم جنوبا. لذلك فان المسار التالي سيكون الى غرب افريقيا». وجرى تسليم ثلاثة مشتبه بهم من غرب افريقيا اتهموا بأن لهم صلات ب»القاعدة» الى نيويورك في كانون الاول (ديسمبر) بسبب تهم تتعلق بتهريب المخدرات والارهاب. وكانت هذه هي المرة الاولى التي تؤكد فيها السلطات الاميركية وجود صلة تشير الى ان «القاعدة» تحصل على جزء من تمويلها من توفير الامن لمهربي المخدرات في غرب افريقيا. وقال بيرغمان:»مثلما يشير اعتقال ثلاثة اشخاص في الاونة الاخيرة يزعم انهم من عناصر القاعدة، فقد وفر التوسع في تهريب المخدرات عبر غرب افريقيا المجال لتحالف غير مقدس بين الارهابيين الذين يحصلون على تمويلهم من المخدرات في اميركا الجنوبية والمتطرفين الاسلاميين». وللوصول الى السوق الاميركية يضطر المهربون الكولومبيون الى استخدام غواصات تستخدم لمرة واحدة وتصنع من الالياف الزجاجية. ويجري تصنيع تلك الغواصات المحلية من اشجار المنجروف التي تنمو على ساحل كولومبيا على المحيط الهادي وتستخدم لحمل المخدرات الى المكسيك لنقلها الى الولاياتالمتحدة ثم تغرق. واضاف بيرغمان ان كل الجماعات الكولومبية الكبيرة لتهريب المخدرات، ومن بينها «فارك»، تستخدم افريقيا للوصول الى مستهلكي الكوكايين الاوروبيين في حين تستورد جماعات المخدرات المكسيكية المواد الكيماوية التي تستخدم لصنع الميثامفيتامين عبر الطريق نفسه.ولاحظ انه «كي تبقى منظمات التهريب موجودة كان عليها اولا ان تتسم بالمرونة وان تسرع في التكيف مع جهود انفاذ قانون (المخدرات). وغرب افريقيا هو البديل الحالي». ولشن حملة على طريق تهريب الكوكايين من كولومبيا الى افريقيا تركز ادارة انفاق قوانين المخدرات على تعزيز عمل الاستخبارات بدلا من الاعتماد على الدوريات المكلفة في المحيط الاطلسي. وقال بيرغمان «من الارخص كثيرا ان يكون لدى وكالة انفاذ قوانين المخدرات عميل في غرب افريقيا مع مصادر معلومات يمكنها تحديد الوقت الذين تغادر فيه طائرة او الطريق الذي تسلكه سفينه واسم تلك السفينة من ارسال سفن حربية متعددة الجنسيات او طائرات مراقبة».