لقي سجين حتفه، صباح أول أمس، بالسجن المركزي بالقنيطرة، ونقل آخر إلى المستشفى بعد تدهور كبير لحالته الصحية، بعد مرور أزيد من شهرين على دخولهما في إضراب عن الطعام. وكشفت مصادر أن «عبد الله محمد» وجد ميتا بزنزانته في حي الإعدام بالمؤسسة السجنية ذاتها، بعدما قرر رفقة زملاء له في الحي نفسه، المعتقلين في إطار قضايا الحق العام، خوض معركة الأمعاء الخاوية لاسترجاع بعض الامتيازات والمكتسبات التي حرموا منها بدون أدنى مبرر، في عهد حسن هوزان، المدير السابق للسجن المركزي، الذي عين مؤخرا مديرا للسجن المحلي بطنجة، ليحل محله مصطفى حجلي، مدير المركب السجني الجديد بخريبكة والمدير السابق لما يعرف ب«حبس العواد» بالقنيطرة. وقالت المصادر نفسها إن الوضعية الصحية والنفسية للسجين «محمد فتحي» باتت حرجة جدا وتدعو إلى القلق، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى وهو في غيبوبة تامة، بعدما ازدادت حالته سوءا منذ أن قرر الدخول في إضراب عن الطعام رفقة خمسة سجناء آخرين، بينهم النزيل المتوفى، في الرابع عشر من شهر أبريل الماضي، حيث أفادت بعض المعطيات الواردة من داخل السجن بأن المعتقل «فتحي» أضحى يعاني من نقص حاد في وزنه، وآلام شديدة في بطنه، ولا يقوى على الحركة، ويجد صعوبة بالغة في التكلم، بينما قرر، في وقت سابق، كل من (ق.ع) و(ب.م) و(ف.ع) و(ج.ح)، سجناء الحق العام المحكومين بالإعدام، وقف إضرابهم عن الطعام بفعل تردي أوضاعهم الصحية بشكل كبير. وتعد هذه الوفاة الثانية من نوعها في ظرف شهر، بعدما لفظ سجين، كان معتقلا بالحي المركزي في المؤسسة السجنية نفسها، أنفاسه الأخيرة خلال النصف الأول من ماي المنصرم، الأمر الذي دفع مسؤولا رفيع المستوى بالمندوبية العامة إلى زيارة السجن في اليوم الموالي، للوقوف على حيثيات هذه الوفاة والكشف عن ملابساتها، ولاسيما أن النزيل المذكور المتوفى لقي حتفه مباشرة بعد إنهائه لعقوبة تأديبية، تمثلت في احتجازه بما يعرف ب«الكاشو».وتسود حالة غليان شديد في أوساط السجناء، منذ مدة، بسبب حرمانهم من استعمال مجموعة من التجهيزات الخاصة بالطهو، ومنع إدخال أنواع من الخضر إليهم، وغلاء سعر بعضها بداخل السجن، والحرمان من الخلوة الشرعية بالنسبة إلى النزلاء المتزوجين، وسوء التغذية، إضافة إلى مشاكل أخرى، طالب العديد منهم المندوبية بالتدخل العاجل قصد إيجاد حلول لها، ولاسيما أن الأوضاع بالسجن المركزي باتت تهدد، في نظر العديد من المعتقلين به، بالانفجار في كل وقت وحين.