استفحلت ظاهرة الكتابة على الجدران بأسفي بشكل ملفت للنظر، ذلك أن جل المؤسسات التعليمية الإعدادية والثانوية منها بمدينة آسفي، أصبحت جدرانها وأبوابها ملطخة بكتابات ورسوم ورموز، وأحيانا بتعابير نابية تخدش الحياء، وبالتالي تشوه صورة وجمالية المؤسسات التعليمية بصفة خاصة والمدينة بصفة عامة. هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا انتشرت بين كثير من الطلاب، بل أصبحت منحدرا سلوكيا سيئا، ولعل هذا لم يأت من فراغ، ولكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك، وقد يكون العامل النفسي الانفعالي للطلاب هو الذي دفعهم إلى مثل هذا التعبير المغلوط واللاأخلاقي، متخذين في ذلك حججا واهية وأفكارا وهمية. إن الشباب الذين يلجؤون إلى الكتابة على الجدران بهدف التعبير عما في مكنوناتهم من مشاعر عاطفية أو غضب يريدون البوح به إلى الآخرين، هم في الواقع من المتدنين دراسيا وأخلاقيا، ولو أنهم تلقوا التعليم سواء الأسري والمدرسي على أصوله لما قاموا بهذه الأفعال المخلقة بالأدب الخلقي. تعتبر الكتابة على الجدران من إحدى المشكلات السلوكية التي تحول دون تحقيق أهداف السياسة التعليمية التي تؤكد على رفع مستوى الصحة النفسية للطلاب، ومسايرة النمو النفسي للناشئين في كل مرحلة. فهي تعبر عن خلل في المنظومة التربوية، وقد تعصف بالمجهودات التي تبذل من أجل الإرتقاء بالعملية التعليمية التعلمية. ولمعالجة هذه الظاهرة نرى أنه من الضروري قيام الجهات المسؤولة خاصة المشتغلين والمهتمين بالشأن التعليمي بدراسة هذه الظاهرة والبحث عن أسبابها ومسبباتها، وتحديد المؤسسات التعليمية التي تنتشر الكتابة فيها، ووضع خطة عمل لمتابعة تلك الظاهرة ومحاولة محاصرتها من جميع جوانبها، كما يجب استغلال وسائل الإتصال في تحسيس وتوعية الطلاب بمدى خطورة هذه الظاهرة وانعكاسها السلبي على المجتمع، وتأصيل النواحي الجمالية لديهم، وغرس مفهوم روح المواطنة والمحافظة على الممتلكات الخاصة والعامة حتى تتحقق الأهداف المرسومة في السياسة التعليمة. عبد الرحيم لمتوكر اسفي اليوم