في الوقت الذي يعاني فيه التعليم المغربي من ضعف كبير، وفيما يسود النقاش حول السّبل القمينة بإخراج منظومة التربية والتعليم من وضعيتها الحالية، وتُعقد الندوات هنا وهناك، سيكون على الدولة أن تصيخ السمعَ للتلاميذ، الذين يبْدو أنّ الإصغاء إليهم قد يُفْضي إلى إيجاد بعض الحلول، للمشاكل الكثيرة التي تتخبّط فيها المدرسة المغربية في الوقت الراهن. فقد كشف وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، أنّ من أكبر أسباب الهدر المدرسي في المغرب، هو أنّ التلاميذ يكرهون المدرسة؛ الأرقام التي كشف عنها بلمختار، والتي جاءت في إحصاء قام به المرصد الوطني للتنمية البشرية، التي احتُفل اليوم بذكراها التساعة، كشفت أنّ 32 في المائة من التلاميذ الذين ينقطعون عن الدراسة، خصوصا في مستوى التعليم الإعدادي، يُعزون سبب ذلك إلى أنّهم "لا يحبّون المدرسة". بلمختار، الذي كان يتحدّث في افتتاح أشغال الدورة التكوينية التي تنظمها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلا زمور زعير، لفائدة الأطفال البرلمانيين الجدد، حول الصحة النفسية والعقلية للطفل، ووسائل الإعلام الحديثة والطفل والعنف، طلب من التلاميذ-البرلمانيين، مساعدته على فهم كلّ الأسباب المؤدّية إلى الهدر المدرسي، قائلا "إذا كانت نسبة 32% من المنقطعين عن الدراسة لا يحبّون المدرسة، فإنّ السؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا؟ وأنتم من يملك الجواب". من جهة أخرى، دعا بلمختار التلاميذ إلى الانفتاح على وسائل التكنولوجيا الحديثة، وعلى تعلّم اللغات الأجنبية، قائلا إنّ أساسَ بلوغ المستقبل مبنيّ على المعرفة، والمعرفة تقتضي الانفتاح على الوسائل التكنولوجية الحديثة، "ولكن لا يمكن الانفتاح على هذه الوسائل إلا إذا كانت لدينا الإمكانيات المعرفية، وعلى رأسها التمكّن من اللغات الحيّة"، يقول بلمختار. وفيما يبْدو تكريسا لسعي الحكومة إلى تعزيز مكانة اللغة الانجليزية في المنظومة التعليمية، قال وزير التربية الوطنية، الذي أوضح للتلاميذ أنّه يُبحر كل يوم على الشبكة العنكبوتية، "وأجدُ فيها أشياء تُبهرني"، وفق تعبيره، (قال)، موجّها خطابه للتلاميذ "إنّ الوزارة لديها توجّه لتحسين تكوينكم في مجال اللغات الأجنبية، وهذا حقّ يجب أن تدافعوا عنه، لأنّ الدستور نصّ على تعدّد اللغات، ولأنّ العلم اليوم مكتوب باللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات العالمية".