المذكرات تصدر تثرى، الأساتذة يطلعون عليها و يوقعونها، والمدير يجتهد في تثبيتها على اللوح منتظمة دون أن ينس كتابة جديد بالبند العريض على بعضها رفعا لأي لبس، وتنبيها للغافلين عن تتبع مستجدات الشأن التربوي. طبعا لا أحد يسأل عن التنزيل العملي لبنود هذه المذكرات، أو يجادل في الظروف الضامنة لإرسائها، وتقديم الدعم اللازم لإنجاحها، المهم هو حق الاطلاع وكفى، أما واجب التطبيق فتحكمه حسابات أخرى !! قد نتساءل عن دور مجالس المؤسسة والفاعلين التربويين في التعبئة الجماعية لأجرأة الرؤى والمضامين التربوية لهذه المذكرات، وبالتالي المساهمة في إرساء معالم وأسس مدرسة النجاح التي يراهن عليها البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين، إلا أن هذه المجالس تحتاج بدورها إلى من يفعلها، كما أن الموارد البشرية المعول عليها تفتقد للشروط الذاتية والموضوعية لإحداث التحول المطلوب. • عيد المدرسة؛ • الاحتفال باليوم العالمي للمدرس؛ • إدماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال بالمجال التربوي؛ • الأستاذ الكفيل؛ • إرساء اليقظة التربوية بالمؤسسات التعليمية؛ • الإطارات المرجعية للامتحانات الإشهادية... مصطلحات ومواضيع تمر مر السحاب دون أن تثير على المستوى المحلي في أغلب المؤسسات، حتى لا نسقط في التعميم، أي مسؤوليات محددة للتخطيط والتنفيذ والتقويم. فمن المسؤول عن هذا الوضع؟ هل هو مجلس التدبير الذي يخضع في غالب الأحيان لمزاج المدير، ويجتمع فقط لتزكية بعض القرارات الآنية والملحة؟ أم هو المجلس التربوي الذي يحصر نشاطه في جدولة الامتحانات المحلية، والبث في طلبات المفصولين مع بداية كل موسم دراسي؟ أم هي جمعية دعم جيل مدرسة النجاح التي تتخبط في أوجه صرف 50000 درهم في غياب مشروع تربوي واضح للمؤسسة؟ هل هم المفتشون الذين يعلنون بين الفينة والأخرى عن تجميد أنشطتهم التربوية، ماعدا الزيارات الصفية، لحسابات مع المصالح الإقليمية لها ارتباط بالتنقل وأشياء أخرى؟ أم هم المديرون الذين يشتكون من كثرة التكليفات وتعدد المهام؟ إننا أمام وضع متأزم نتحمل فيه مسؤولية تاريخية اتجاه شعار مدرسة النجاح الذي سيبقى فارغا من محتواه إذا لم نقم بمبادرات للإصلاح التربوي، تساهم في تفعيل مجالس المؤسسة، وتسعى إلى مد جسور التواصل والتعاون بين مختلف القائمين على تدبير الشأن التربوي، وترصد آليات للتتبع والتقويم، في أفق إيجاد مخرج يعطي معنى للشعارات التي نرفعها حتى تصبح واقعا يمشي على الأرض. محمد سرتي