أكد محمدين الاسماعيلي وهو المكلف بمديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية في اليوم الدراسي الذي سبق للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن نظمه حول موضوع تدريس الأمازيغية: السياق، الحصيلة والآفاق» أن عدد المدارس الابتدائية المخصصة للأمازيغية كان في سنة 2003 لايتجاوز 344 قسما ابتدائيا، ووصل هذا العدد إلى 3125 قسما ابتدائيا خلال الموسم الدراسي 2008 / 2009. وقال إن عدد التلاميذ انتقل من 24 ألف خلال الموسم الدراسي2003/2004 إلى 29 ألف و 872 تلميذا في سنة 2006 / 2007 وصل هذا العدد في الموسم الدراسي الماضي الى 516 ألف و 879، حيث يشكل هذا العدد (1/6) سدس عدد التلاميذ الممدرسين في السلك الإبتدائي. وأشار إلى أنه تم إحداث شعب وتخصصات في الدراسات الأمازيغية في كل من كلية الآداب بأكادير خلال الموسم ماقبل الماضي أي سنة 2007/2006 وبكلية الآداب بتطوان ووجدة خلال الموسم الجامعي الماضي وبفاس والرباط في الموسم الجامعي 2009/2008. وأوضح محمد البغدادي مدير مركز البحث الديداكتيكي والبرامج البيداغوجية التابع للمعهد الملكي في إحدى الندوات أن من بين المهام المطروحة حاليا للدفع بتدريس اللغة الأمازيغية في كل المسارات الدراسية تحديد وضعية الأمازيغية المؤسساتي، مؤكدا أن مثل هذا الإجراء من شأنه أن يضمن تعاقد الفرقاء بشأن ملف تدريس الأمازيغية وتسريع هذه العملية لتصبح على غرار المواد الأخرى في النظام التربوي الوطني. واعتبر مرحلة الخمس سنوات الماضية من عمر تدريس هذه اللغة انتقالية ومؤقتة، مادام تدريسها لم يكن يتوفر على أهم الشروط المطلوبة في الممارسة التربوية، خاصة التكوين الملائم للموارد البشرية المؤهلة. وتحدث عن ضعف تدبير وتتبع إدراج الأمازيغية في المسارات الدراسية وقال إنه بالرغم من أن المذكرات المنظمة لتدريس الأمازيغية تنص على تتبع العملية وتفعيلها، إلا أنه على مستوى الواقع هناك تعثر على مستوى الانخراط في هذه العملية. وأضاف أن هناك اكاديميات أبانت عن انخراط أكبر في عملية التدريس هذه، في حين هناك أكاديميات أخرى أقل مسايرة لهذه العملية نفسها بالاضافة إلى عدم انتظام تدريس الأمازيغية في كل المستويات، حيث أصبحت المدارس التي تدرس فيها الأمازيغية في غالبها لا تتجاوز المستوى الثاني وهناك خلل على مستوى توزيع الكتب المدرسية، فالكتاب المدرسي للغة الأمازيغية غير متوفر في كل المناطق، كما ان الغلاف الزمني الخاص باللغة الأمازيغية المتمثل في ثلاث ساعات أسبوعية لا يتم احترامه في كل المدارس. وأفاد البغدادي أن إدراج اللغة والثقافة الأمازيغيين في المنظومة التربوية، لتحقيق عدد من الأهداف، أهمها تمكين تلامذتنا من الإلمام بالبعد الأمازيغي للهوية المغربية، والتفتح على كل المكونات الثقافية والحضارية للمغرب. وتبقى الإشارة إلى أن عملية التأهيل البيداغوجي لإدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية يتم في إطار إتفاقية الشراكة بين المعهد الملكي ووزارة التربية الوطنية المبرمة بتاريخ 26 يونيو 2003 . وتم كذلك إنجاز عدد من العمليات في هذا الإطار منها إعداد منهاج اللغة الأمازيغية المتضمن في المذكرة الوزارية رقم 108، وبناء عليه تم إعداد دفاتر التحملات والتوزيعات البيداغوجية والحوامل الديداكتيكية والمشاركة في إعداد المذكرات التنظيمية لتدريس اللغة الأمازيغية خاصة المذكرات 130 و 133 و 116 واعداد دفاتر التحملات الخاصة بتأليف الكتب المدرسية والدلائل البيداغوجية الخاصة بالأمازيغية. ومن العمليات المهمة في هذا الصدد إعداد المعينات الديداكتيكية المساعدة ووضع مجزوءات ومخططات التكوين، الخاصة بالأطر المعنية بتدريس اللغة الامازيغية والمشاركة في تأطير دورات تكوينية لفائدة أساتذة هذه اللغة والمفتشين المكونين في مراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي. وقد تم تكوين 2700 إطار تربوي سنة 2008.