الكلية المتعددة التخصصات بالرشيديةبركان قابل للانفجار ونقطة سوداء في جهة مكناس- تافيلالت، هذا ما خلصت إليه المائدة المستديرة التي نظمها أخيرا بدار الشباب بوتلامين بالرشيدية المكتب الإقليمي للهيئة الوطنية للتقنيين بالمغرب، وحضرتها فعاليات جمعوية ونقابية وإعلامية حول واقع التعليم العالي بإقليم الرشيدية. تهدف إلى فتح نقاش جاد ومسؤول والخروج بتوصيات ومقترحات عملية كفيلة بإيجاد الحلول لمعضلة تعتبرها شريحة مهمة من المجتمع قضية ذات أهمية. ويتعلق الأمر بمنع الموظفين من متابعة الدراسة بالمؤسسات الجامعية بالرشيدية لأسباب مختلفة قد تعتبرها الإدارة منطقية ويعتبرها المتضررون إجحافا. واعتبرت التدخلات أن الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية تعيش وضعا شاذا على المستوى الوطني، حيث يمنع الموظفون من متابعة دراستهم بها لأسباب اعتبرها المشاركون واهية، حيث تتعلل الإدارة بقلة الموارد البشرية وضعف البنية التحتية للمؤسسات الجامعية مما يجعلها غير مؤهلة لاحتواء أعداد أخرى من الراغبين في التسجيل بها. دون أن يغفلوا الإشارة إلى حالات تم فيها تجاوز هذا المنع إما محاباة لأطراف، أو فتحا لباب التجاوزات بدفع الراغبين في ذلك لإحضار شواهد عدم العمل. وكانت المائدة المستديرة مناسبة لتشريح واقع التعليم الجامعية بإقليم الرشيدية والذي يعرف ثلاث مؤسسات: كلية العلوم والتقنيات، الكلية المتعددة التخصصات والحي الجامعي، مؤسسات لا زالت تعرف منذ إحداثها استمرار أعمال البناء، مما يجعلها في ورش دائم، إضافة إلى كون الكلية المتعددة التخصصات تعرف حالة استثنائية بكل المقاييس. فهي غير مستقلة عن كلية العلوم والتقنيات، تحصل منها على حاجتها من الماء والكهرباء. بها مدرجان والثالث يشكل خطرا نظرا لإمكانية انهياره في أية لحظة نظرا لما شاب عملية بنائه من غش،و14 قاعة تستقطب حوالي 5000 طالب يؤطرها 25 إداري و34 أستاذ. 12 أستاذا في مسلك اللغة العربية يدرسون حوالي 3000 طالب. أما عن استقطابها لحاملي شهادة الباكالوريا، فيبقى محدودا ين شعبتين للأدب العربي والفرنسي. وبعض الإجازات المهنية بالمباراة. أما كلية العلوم والتقنيات فكل شعبها بالاختيار لا يسمح للجميع ولوجها إلا بعد الحصول على معدلات تسمح بذلك. وهو ما يجعل إمكانات المتخرجين من التعليم الثانوي جد محدودة لولوج التعليم الجامعي بالإقليم. فيبقى أمامهم خياران: إما الذهاب إلى مؤسسات جامعية أخرى أقربها يتطلب الالتحاق بها قطع أكثر من 300 كلم، أو الاقتناع بالقليل المعروض أمامهم، وغالبا من يلجأ لهذا الحل يكون دافعه إلى ذلك قلة ذات اليد. هذا وقد خلصت توصيات المائدة المستديرة إلى ضرورة تسطير برنامج للترافع والدفاع على حق جميع المواطنين وخصوصا الموظفين في متابعة دراساتهم العليا بمختلف المؤسسات الجامعية وذلك بمشاركة كل الهيئات والتنظيمات السياسية والجمعوية والنقابية والحقوقية والإعلامية والمنتخبة.وتسريع وتيرة بناء المؤسسات الجامعية وإضافة مؤسسات أخرى كفيلة باستقطاب أفواج المتخرجين وكذا الموظفين الراغبين في متابعة دراساتهم الجامعية مع تنويع وتكثيف التخصصات وفتحها أمام الجميع ودون تقييد وتوفير البنية التحتية للمؤسسات الجامعية ومحيطها وتوفير شروط الأمن والسلامة بها، وخلق نواة جامعية بالرشيدية.