قال سمير بلفقيه عضو لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، إن حكومة عبد الإله بنكيران لا تتوفر على استراتيجية حكومية واضحة المعالم بأهداف محددة ومرقمة للنهوض بقطاع التعليم، وخاصة بعد الإجماع على فشل المخطط الاستعجالي الذي سيتم الانتهاء من العمل به خلال الموسم الدراسي المقبل. وأوضح بلفقيه وهو أستاذ جامعي وعضو فريق الأصالة والمعاصرة، أن الدليل على هذا التخبط الحكومي هي القرارات الفردية الارتجالية التي اتخذها الوزيرين المكلفين بالقطاع لحسن الداودي ومحمد الوفا، من خلال إلغاء بيداغوجية الإدماج التي لا تدخل ضمن استراتيجية الوزارة وانعدام التنسيق بين وزير التربية الوطنية ووزير التعليم العالي، وكل وزارة تشتغل في معزل عن الأخرى، بالإضافة إلى عدم توفر الحكومة على دراسة معمقة تعكس القيمية المضافة لمشروع إلغاء مجانية التعليم العالي التي أعلن عنها لحسن الداودي. كما انتقد بلفقيه في تصريح لموقع “لكم.كوم”، الميزانية التي خصصتها الحكومة لقطاع التعليم، والتي اعتبرها ضعيفة بالمقارنة مع الأهمية التي يحتلها التعليم العالي باعتباره قاطرة للتنمية، بحيث خصصت الحكومة للتعليم العالي مليار درهم كميزانية للاستثمار. ومن خلال تجربته كأستاذ جامعي بفرنسا، يتذكر بلفقيه ما وقع يوم 15 ماي 2012، وفقط بعد أربع ساعات من توليه منصب رئيس الجمهورية الفرنسية، قام الرئيس الفرنسي “فرونسوا هولاند” بزيارتين رمزيتين: الأولى إلى حديقة “لي تيللري ” للترحم على مؤسس المدرسة الجمهورية “جيل فيري”، المجانية والإلزامية، و الثانية إلى معهد “كري” تقديرا و احتراما للباحثة العلمية الفيزيائية الفرنسية من أصل بولوني”مري كري” والحائزة على جائزة نوبل للفيزياء مرتين. أما في المغرب، يضيف بلفقيه، فمنذ تنصيب عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة، لم تطأ قدماه رسميا أية مدرسة أو جامعة، شأنه في ذلك شأن سلفه الاستقلالي، و لم يتطرق إلى قضية التعليم و لو مرة واحدة بمجلس النواب طيلة السنة التشريعية المنتهية من خلال “مداخلاته الشهرية” ، مع العلم أن بنكيران كان عضوا في اللجنة التي سهرت على بلورة ميثاق التربية و التكوين سنة 1999 و كذلك عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم . وأكد عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن معظم القرارات الإرتجالية التي اتخدتها الحكومة في هذا القطاع الاجتماعي الذي يرهن بشكل مباشر مستقبل 6.5 ملايين من التلاميذ وأكثر من 500 آلاف طالب، والذين يشكلون الدعامة الأساسية لمغرب المستقبل، وأضاف “لقد اكتوت أكثر من 200 ألف عائلة بنار الخيبة في تدبير الحكومة للدخول الجامعي الحالي”، حيث صدمت بغياب أية رؤية لدى الحكومة لمواجهة الاكتظاظ وتمكين كل الحاصلين على الباكالوريا من اجتياز مباريات ولوج المعاهد العليا باعتماد مقاربة معلوماتية علمية بدل الركون إلى لغة”هادشي اللى عطا الله”. وبخصوص تحميل الداودي المسؤولية لحزب الأصالة والمعاصرة في تدبير قطاع التعليم عبر أحمد اخشيشن وزير التعليم العالي في الحكومة السابقة، أكد بلفقيه، أن الوزير السابق، كان مسؤولا على هذا القطاع منذ أكتوبر 2007 في إطار برنامج حكومي يقوده حزب الاستقلال الذي يشارك في الحكومة الحالية، أي سنة قبل تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يشارك قط في تدبير الشأن العام، متهما الحكومة بالاعتماد على البهرجة الإعلامية الموجهة إلى فئات بعينها من المغاربة، في إطار حملة انتخابية مقنعة، وإشغال الرأي العام بمزايدات سياسوية، تصنف بها فاسدا و مفسدا كل من تجرأ على نصحها أو انتقادها.