كانت الشمس حارقة ذلك الصباح في جماعة اميضر القروية بضواحي تنغير، عندما انتظم أزيد من 600 تلميذ وتلميذة، بلباسهم الموحد وأدواتهم المدرسية الثقيلة، وساروا على الأقدام لأكثر من عشرة كيلومترات بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 10، مشكلين سلسلة بشرية طويلة طغى عليها لون المآزر الوردية اللون، وذلك تضامنا مع أوليائهم المعتصمين منذ أزيد من شهرين للتنديد بسياسة الإقصاء الاجتماعي والحرمان من عائدات أكبر منجم لإنتاج الفضة في افريقيا. واعطائهم الاولوية في الاستفادة من مناصب الشغل التي يوفرها المنجم الذي يقع على الاراضي السلالية للجماعة القروية لاميضر، ;وكذلك توفير المياه، والتعويض عن الثلوت و الثروات المائية و الرملية، المستنزفة من طرف المنجم، وذلط طبقا للاتفاقية المبرمة بين إدارة المنجم والجماعة القروي لايمضر، (المنجم تشرف على استغلاله شركة مناجم التابعة للهولدينغ الملكي الشركة الوطنية للاستثمار”اي سي ني” والتي حققت هذه السنة أرباحا كبيرة). مسيرة عفوية مسيرة عفوية حاشدة دامت لساعات، وجابت دواوير اميضر جميعها، انطلاقا من أمام مقر الجماعة القروية، مرورا بمدرسة اميضر، ثم اعدادية البلدة التي تحلقوا أمام مدخلها، رافعين شعارات تعبر عن تضامنهم مع أولياء أمورهم، وعزمهم الاستمرار في مقاطعة الدراسة الى غاية تحقيق المطالب المشروعة وضمان حقهم في التعليم وتوفير التجهيزات الأساسية، بالاضافة إلى شعارات أخرى تندد بالسياسة التعليمية وبالعرض التعليمي الرديء الذي يوفر لهم وكذا بما اعتبروه “التعامل اللامسؤول للأوصياء على تدبير الشأن المحلي عموما والتربوي على وجه الخصوص”، شعارات ذات حمولة تنم عن نضج عال، واستيعاب لمضامين دروس المواطنة التي تلقوها في فصولهم. أمهات في المسيرة وبعد الاستماع الى مداخلات التلاميذ، اتجهت المسيرة الحاشدة التي انظمت إليها أمهات وأولياء التلاميذ نحو مكان الاعتصام، حيث فتح التلاميذ حلقية نقاش جديدة، مرددين ذات الشعارات، حاملين شعارات أكثر قوة تندد بما اعتبروها “سياسة الاقصاء والتهميش الممارسة على المنطقة، واقصاء شركة معادن اميضر الممنهج لتشغيل معطلي اميضر”، كما نددوا بالاستفزازات والاعتقالات التي قامت وتقوم بها القوات العمومية لمناضلي وساكنة اميضر، كما عبر المتظاهرون عن وحدتهم و صمودهم في الاعتصام الذي يخوضونه لاكثر من 57 يوما، وعزمهم على الاستمرار في هذا الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم المشروعة كاملة “مهما طال الزمن او قصر”.