قررمدرسون متضررون من الحركة الانتقالية الوطنية والجهوية، الوقوف مرة ثانية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية بوجدة، للتعبير عن تذمرهم من سوء تدبير الحركات الانتقالية خاصة على المستوى الجهوي، والمطالبة بحركة انتقالية نزيهة وعادلة. وتأتي هذه الوقفة الثانية بعد الوقفة الأولى التي كانت في 20 يوليوز 2011، ومن مطالب هؤلاء المدرسين: 1- الإفصاح عن جميع المناصب الشاغرة بالجهة الشرقية، في مذكرة استدراكية، ضمانا لحق القدامى في مناصب قد يشغلها متخرجون جدد أو موظفون توظيفا مباشرا. 2- إلغاء الأسبقية المطلقة لالتحاق بالزوج. 3- إلغاء جميع التكليفات والانتقالات المشبوهة التي تمت في أواسط وأواخر السنة الماضية. إن أول ما ينبغي أن أقول حول هذه الحركة الاحتجاجية الصيفية الرمضانية، هي أنها خالصة للنضال من أجل تحقيق حق ودفع باطل، هذه الوقفة خالصة للنضال لأنها لن تكون على حساب الزمن المدرسي للمتعلم العزيز. فالمدرسون الآن في عطلة، وهي عطلة مادية، وليست عطلة نفسية، فالمدرس الذي يقف تحت أشعة الشمس الحارقة داخل أسوار الأكاديمية لا يعني أنه في عطلة وراحة نفسية، وأنّى له ذلك وهو في كل عام وكلما أعلنت نتائج الحركة الانتقالية الوطنية و الجهوية يزداد حسرة وأسى وتذمرا، ذلك أن أمله في الانتقال إلى مقر عمل جديد تتوفر فيه شروط الاستقرار والحياة العادية لم يتحقق بعد، وربما لن يتحقق إلى الأبد لأن الحركة صارت تجارة أو كالتجارة لا يفلح فيها إلا ذوو الجاه والمال... وما يزيد طين الحركة بلة أن ترى بأم عينك فلانة وفلانا انتقل في واضحة النهار، أمام مرأى ومسمع المدرسين، الذين لا يجدون شيئا ينفّس عنهم من هول المصيبة إلا قيل وقال حول من هي هذه أو هذا ؟ ومن تدخلّ له ؟ وهل هو فعلا حالة اجتماعية أو صحية؟ ولن أبالغ إذا قلت إن هذا المنظر على بشاعته كان في عهد قريب لا يحرك ساكنا في المدرسين سوى ذلك القيل والقال، حتى أصبح الانتقال بهذه الطرق المفضوحة أمرا واقعا لا يغيره المدرس إلا بلسانه أو قلبه وذلك أضعف الإيمان. إن الوقوف بالأكاديمية في العطلة الصيفية الرمضانية تعبير لا شعوري على أن حرّ ظلم الحركة الانتقالية أحرّ من حرارة شمس غشت زوالا. وهي ردّ غير مقصود لمن دأب على اتهام رجال التعليم ونسائه بالنفاق في نضالاتهم وإضراباتهم التي يدّعون أنها لا غرض لها سوى الاستفادة من عطلة غير مشروعة على حساب الزمن المدرسي للمتعلم. هذه الوقفة إنذار مبكر لمن يهمه أمر تدبير الحركة الانتقالية بالجهة الشرقية، فقد بلغ السيل الزبى ولم يعد المدرسون يتحملون سوى مثقال قشة ستقصم ظهر البعير إن بقيت دار لقمان على حالها. ولست أدري كيف يمكن أن تكون الحركة الانتقالية نزيهة وشفافة وعادلة والمناصب الشاغرة لا يعلمها إلا الله، والراسخون في علم الحركة الانتقالية يقولون إنه لا مناصب شاغرة، وإن شَغُرت فلا تشغر إلا بعد مرور الحركة الجهوية وسط السنة وآخرها، ويقولون إن عليك ألا تشارك إلا في نيابة وحيدة خارج نيابتك الأصلية، وهذا تضليل للمشاركين في الحركة الانتقالية، فأنت حين تعبئ طلب الحركة وأنت لا تعرف المناصب الشاغرة كمن يمشي ليلا بلا سراج. وتحديد نيابة واحدة هو إقصاء واضح، فإذا طلبت نيابة بركان فقد حرمت من باقي نيابات الجهة الشرقية، وهذا معناه أن المتخرج الجديد قد يشغل منصبا في العيون أو جرادة أو تاوريرت...ولا يحق لك أن تطالب بهذا المنصب لإن قانون الحركة يقول هذا. إن القصد من هذا الكلام هو التنبيه إلى أن معايير الحركة الانتقالية غير عادلة، ولعل أعظم ظلم هو إعطاء الالتحاق بالزوج الأسبقية المطلقة، فهل هناك ظلم أشر من أن تحتل ملتحقة ،ذات ثلاث سنوات، منصبا انتظره رجل تعليم مدة ستة عشر عاما في مكان واحد لا يبرحه. الوقوف في العطلة الصيفية الرمضانية دليل على أن رجال التعليم تأكدوا أخيرا أن المثل العربي ” ما حكّ جلدك إلا ظفرك” صحيح، فلم يعد يثقون إلا في أنفسهم وفي قدرتهم على الوقوف والتصفيق وترديد الشعارات...فظاهرة تنسيقيات التعليم التي ملأت أرض المغرب طولا وعرضا مؤشر واضح على أن هناك وعيا جماعيا من أن الاتكال على الآخر ما هو إلا سراب. الوقفة الصيفية الرمضانية توجيه للنقابات كي تقوم بدورها في محاربة الفساد بجميع أشكاله، فالأصل أن تكون النقابات فاضحة للفساد في الحركة على سبيل المثال، محاربة له. احميدة العوني