فاز مجلس أبوظبي للتعليم بجائزة المركز الثاني في مسابقة البرامج التقنية المطورة في نظم المعلومات الجغرافية، التي عقدت ضمن فعاليات المؤتمر الدولي لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية، الذي نظمته مؤسسة ESRI العالمية، في سان دييغو في الولاياتالمتحدة الأميركية، خلال الفترة من 11 حتى 15 يوليو الجاري، بمشاركة أكثر من 15 ألف مشارك، يمثلون معظم دول العالم. في ما كشف مدير عام المجلس الدكتور مغير خميس الخييلي، أن المجلس سيركز خلال الفترة المقبلة على تعزيز الرضا الوظيفي لدى المعلمين. وقال رئيس وحدة الأبحاث بالمجلس، الدكتور مسعود بدري، إن مبادرات وخطط المجلس الجديدة سيتم وضعها بناءً على نتائج استبيانات آراء وملاحظات المعلمين وذوي الطلاب، التي أطلقها المجلس في مايو الماضي. وتفصيلاً، فاز مجلس أبوظبي للتعليم بجائزة المركز الثاني في مسابقة البرامج التقنية المطورة في نظم المعلومات الجغرافية، عن برنامج «باحث المدارس» الذي ابتكره المجلس ضمن برنامج نظام المعلومات الجغرافية GIS الذي يستهدف التيسير على الآباء والطلبة في اختيار المدارس المناسبة من خلال الشبكة العنكبوتية، وباستخدام الخرائط التقنية بطريقة مبسطة للمستخدمين كافة. وأكد اختصاصي نظم المعلومات الجغرافية، عضو فريق المجلس المشارك في المؤتمر، خالد الرميثي، أن فوز المجلس بهذه الجائزة هو بمثابة تكليل لجهود المجلس على مدى السنوات الماضية في تكريس استخدام تقنية المعلومات في أوجه العمل الأكاديمي والإداري كافة، في الميدان التربوي والمجتمع التعليمي بوجه عام، إذ حصل المجلس على ثاني أعلى نسبة تصويت من المشاركين، البالغ عددهم نحو 15 ألف مشارك، بعد مركز روبرت غراهام الطبي في الولاياتالمتحدة الأميركية. وقال الرميثي إن المنافسات كانت بين المشاركين في أربعة مجالات رئيسة، الأول تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية على شبكة الإنترنت، والثاني تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية من خلال الهواتف المتحركة، والمجال الثالث تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية على الحاسبات الثابتة، فيما جاء المحور الرابع في تطبيقات الخرائط التقنية. وأضاف «ما أثار إعجاب المشاركين في المؤتمر ببرنامج (باحث المدارس) هو سهولة استخدامه، والدقة في التوصل إلى المعلومة المطلوبة، والمدرسة المناسبة، وفقاً للموقع الجغرافي للمنطقة. يذكر أن مجلس أبوظبي للتعليم حصل على جائزة المؤتمر العالمي العام الماضي لمستخدمي نظم المعلومات الجغرافية ESRI في قطاع التعليم الذي يقام سنوياً في الولاياتالمتحدة الأميركية، إضافة إلى حصوله على جائزة جستك للتميز في تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية في مؤتمر GISWORKS السنوي الخامس الذي أقيم في دبي. وأكد الخييلي، أن الهدف الأساسي من تطوير المنظومة التعليمية في إمارة أبوظبي هو المساعدة على إعداد وتأهيل الطلبة، كي يصبحوا مواطنين صالحين ومنتجين في مجتمعهم وعالمهم. وأضاف أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال الارتقاء بجودة التعليم والمعلمين وأساليب التدريس. واعتبر أن العملية التعليمية لا تنتج من فراغ، بل من خلال المعلم الكفء، القادر على تعليم وتوجيه وإرشاد طلابه، مضيفاً أن الوقت حان للتركيز على أهمية شعور المعلمين بالرضا الوظيفي، سواء كانوا يعملون في المدارس الحكومية أو الخاصة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون المعلمون راضين عن عملهم، حتى يمكنهم المساهمة في تطوير التعليم. من جهته، أوضح بدري ل«الإمارات اليوم» أنه لم يتم توجيه القدر الكافي من الاهتمام لدراسة العلاقة التي تربط بين الكفاءة التدريسية ومدى الرضا الوظيفي للمعلم، علماً بأن جودة أو فعالية المعلم ترتبط بمدى رضاه الوظيفي ورضاه عن تناغم عمله مع القيم التي يؤمن بها، وإذا كان المعلم يتسم بقدر مبالغ فيه من الجمود أو الاقتناع التام بأن الأساليب التي يتبناها هي الصحيحة، ومن يختلف معه فهو على خطأ، فإن ذلك يعني حرمان الطلبة من الاستفادة من مجموعة من الخبرات التعليمية، وهو ما يعود بالسلب على الطلبة والمعلم نفسه، لافتاً إلى إجراء عدد كبير من الأبحاث التي يمكن من خلالها الإجابة عن أسئلة مهمة مثل: ما الأساليب التدريسية المرتبطة بالمخرجات التعليمية للطلبة في مختلف مجالات التعلم داخل الصف؟ وما طبيعة ذلك الارتباط؟ وما مواصفات المعلم الكفء؟ وكيف يمكن دمج الأساليب المستخدمة في التدريس في برامج تدريب وتأهيل المعلمين؟ وأشار إلى أن الاستبيانات ساعدت على التعرف إلى ملاحظات المعلمين، وأولياء الأمور وقياس مدى رضاهم حول سير العملية التعليمية والاستفادة من تلك الآراء في إطلاق مبادرات وخطط جديدة، بالإضافة للتعرف إلى وجهات نظرهم حول عناصر التحسين التي تحتاج إليها المدارس في المرحلة المقبلة، كما تهدف إلى التعرف إلى مدى فعالية عملية التواصل بين أولياء الأمور وإدارات المدارس. وقال «الاستبيانات تناولت مجموعة من المحاور والأسئلة المهمة والمساعدة في اتخاذ قرارات تطويرية، منها استطلاع آراء ذوي الطلبة في العناصر التي يرونها أقوى ما يميز المدرسة مثل التدريس والقيادة المدرسية وسلوك وتصرفات الطلبة، وعناصر التحسين التي تحتاج إليها المدرسة وأفضل سبل التواصل مع الآباء وما إذا كانت رسائل البريد الإلكتروني أم الاتصال الهاتفي أو الرسائل النصية». وأضاف «استهدفنا أيضاً تقييم الآباء لأداء المدرسة، والمواد الدراسية المفضلة لدى أبنائهم، ومدى فعالية عملية تبادل المعلومات، وأسئلة أخرى حول جودة المباني والبيئة المدرسية وطرق التدريس وكفاءة العلمين، وهل يتمتع طلبة هذه المدرسة بسلوكيات حميدة؟ وجهود المدرسة في تعزيز فرص مشاركة الآباء في العملية التعليمية، بجانب التركيز على الرسوم الدراسية التي تفرضها المدارس الخاصة، وما إذا كانت مناسبة، مقارنة بنوعية التعليم التي يحصل عليها الطالب». المصدر : عمرو بيومي – أبوظبي جريدة الإمارات اليوم