يعيش العالم خلال هذا الأسبوع في غمرة الاحتفالات بالكوكب الذي يجمعنا مع غيرنا من الكائنات الحية وغير الحية، ولكن الفرق بيننا وبينها أننا الوحيدون الذين ننتهك حرمة هذا الكوكب، ونتفنن في الاعتداء عليه، بخلاف كل الكائنات الأخرى التي تعيش في سلام مع بيئتها، ملتزمة بالاحترام الكامل لها في حركاتها وسكناتها، محتفلة بالأرض كل يوم، أما الإنسان الظلوم الجهول بطبيعته فانه يكتفي بالمناسبات في كل أموره، فهذا يوم الأرض وذاك يوم المرأة و يوم ثالث للمعاق ..ووو.. فهل تكفي الأيام لتصلح ما أفسده الدهر ؟ خاصة إذا تحالف الدهر مع الإنسان.. بتاتا لا يكفي اليوم الواحد ولا الأسبوع ولا السنة.. لأن المسألة دائمة وأبدية ومستدامة، فما الحل الكفيل بإصلاح الوضع قبل فوات الأوان ؟ مرة أخرى تبرز أهمية المدرسة بكل مكوناتها ودرجاتها في الإنقاذ رغم النقائص التي تعتري المنظومة التربوية عالميا ومحليا ... إن التربية البيئية – تنظيرا وممارسة – تعتبر من أهم أدوات الإصلاح المستعجل لإنقاذ كوكبنا من موت محقق، خاصة و أن عوامل كثيرة تكالبت عليه و أجهزت على الكثير من أجهزته الحيوية ، فكان لا بد من المشاركة الفعلية والعاجلة لكل فرد من أفراد المجتمع الدولي والمحلي- كل من موقعه – في عملية الإغاثة، لأن الأمر لا يحتمل التأجيل، وفي نظري لا بد من مجموعة من الإجراءات التي تهم المنظومة التربوية ببلادنا حتى تساهم في هذا الواجب الإنساني الكبير بصفة فعالة و مستديمة ومنها : - إقرار التربية البيئية كمادة مستقلة تتمتع بكافة حقوق المواد الأخرى . - اعتبار الاهتمام بالبيئة من مكونات نقطة المواظبة والسلوك وتقويم التلميذ حسب بعده وقربه من البيئة الداخلية لمؤسسته. - إحداث مسابقة سنوية لأحسن مشروع بيئي، حسب المستويات التعليمية . - تشجيع المؤسسات التعليمية التي تستحضر البعد البيئي في كل أنشطتها. - تعميم الأندية البيئية واجباريتها بالمؤسسات التعليمية مع وضع خارطة طريق لهذا المشروع . - اعتماد القدوة في التربية على احترام البيئة، فلا معلم للتلميذ أفضل من القدوة الحسنة في محيطه المدرسي و خارجه . ...و لكل مكون من مكونات نظامنا التعليمي، الغيور على أرضه وبيئته واسع النظر .... بقلم : الحسن دانكوا