بمناسبة عيد المولد النبوي، يسعدنا أن نضع بين أيديكم كتاب “الرسول المعلم وأساليبه في التعليم” بقلم:الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة. مقدمة المؤلف -رحمه الله- الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وصلى االله على رسوله سيدنا محمد وسلم وعلى آله وأصحابه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وكرم. أما بعد فهذه الكلمات المنيفة، والأحاديث المباركة الشريفة، أصلها محاضرة عامة كانت مني استجابةً لطلب إدارة كلية الشريعة وكلية اللغة العربية في الرياض، من المملكة العربية السعودية لأول سنة من تدريسي فيها، وذلك في العام الدراسي 1385- 1386 ه واخترت هذا الموضوع للمحاضرة: (الرسول المعلم وأساليبه في التعليم)، لعظيم صلته بالعلم والعلماء والتعليم والمتعلمين ثم أضيفت إليه إضافات كثيرة، ومباحث هامة متممة، وأطلت في بعض التعليقات إيفاءً للمقام، وأوجزت في بعضها، فغدا كتابا كاملا، وحرصت أن يكون ميسرا لكل قارئ، ونافعا لكل مستفيد ومثقف، وهو من الأهمية بمكان، إذ أنه يتعلق بجانب هام جدا من جوانب حياة الرسول المعلم صلى الله عليه وسلم وسيرته الشريفة، فهو كتاب توجيه وتربية وتعليم للمعلم والمتعلم جميعا، وموضوعه موضوع طريف فريد، افتتحته منذ أكثر من ثلاثين سنة، لم أعلم أحدا كتب فيه من قبل على هذا المنوال. وقد مضى على تأليفه هذا الوقت الطويل، منتظرا اللمسات الأخيرة لزيادة الكمال، وكم أماتت رغبة الكمال إنجاز كثير من جليل الأعمال كما أمات التراخي والتسويف كثيرا من فريد التأليف، وقد طلب مني إخراجه من كثيرين ممن وقفوا على الإعلان مني عن قرب طبعه، فما تيسر إخراجه إلا الآن، فالحمد لله على فضله وحسن توفيقه. وقد أوردت فيه الأحاديث الكثيرة، من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في التعليم وأساليبه فيه، وجعلته شطرين، الشطر الأول يختص ببيان شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وذاته الشريفة وبيان رفيع مزاياه وتصرفاته الحكيمة، والشطر الثاني لعرض أساليبه في التعليم وسديد إرشاداته وتوجياته وتحريت أن تكون تلك الأحاديث الكريمة، تحتوي إلى جانب التمثيل والبيان: وضوح التوجيه التربوي والتعليمي أيضا، فهي أمثلة مختارة هادفة، ونماذج معلمة موجهة، تحت عناوين مرشدة، عازيا كل حديث إلى مصدره والله الكريم أسأل أن ينفع بهذا الكتاب، ويقبله مني عملا صالحا زاكيا عنده، ويجعل فيه حافزا على الأسوة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الأقوال والأفعال، وجميع الشؤون والأحوال، وفي ذلك لنا الخير كل الخير، والله الهادي لمن استهداه، إنه ربنا ولا رب سواه، وبيده التوفيق، وهو على كل شيئ قدير، والحمد لله رب العالمين، وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.