وسط الأجواء المتوترة و المحتقنة التي تعيشها الكلية متعددة التخصصات بتازة التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس منذ انطلاق الموسم الجامعي 2010-2011، و التي أفضت في غياب الحوار و التواصل إلى مقاطعة مجموعة من الطلبة المنضون تحت قيادة المنظمة الطلابية “أوطم” للامتحانات المجزأة المقررة إجراؤها خلال الفصل الأول، و تلويحهم بمقاطعة امتحانات الدورة الخريفية التي سبق و أن أعلنت إدارة الكلية على اجتيازها في 12 يناير 2011، و التذكير في بلاغاتهم و بياناتهم عن استمرارهم في احتجاج إلى حين تحقيق مطالبهم الجزئية التي تضمنها الملف المطلبي، على رأسها إرجاع الطالبة المطرودة “سعيدة بوزفور” المسجلة في مسلك علوم الحياة و الأرض، وهو الشيء الذي قابلته إدارة الكلية في شخص عميدها بالاستخفاف، جانحا وراء القوة و العنف لإجبار الطلبة على اجتياز الامتحانات التي تمر في جو من الرفض جراء تشبث الإدارة بمواقفها التي لا تعكس طبيعة المسؤولية الملقاة على عاتقه و لا تستحضر الجو العام الذي تمر به عدة دول بالمغرب العربي و مدن بالمنطقة. احتجاجات ومُقاطعة... إذ عرفت الكلية حسب مصادر طلابية أجواء متوترة منذ إعلان الإدارة عن موعد الامتحانات الذي لم يرق للطلبة المنضون تحت لواء الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، باعتباره لا يراعي الوقت الكافي للتحضير والاستعداد الكامل، في ظل الظروف التي يعاني منها الطالب “الآفاقي” لانعدام الحي الجامعي و الطعم و أشياء أخرى كان من المفروض تواجدها في ظل المخطط الاستعجالي، الشيء الذي دفعهم إلى خوض مجموعة من الأشكال الاحتجاجية، ليُجمع الطلبة بعد ذلك في حلقات تقريرية على تصعيد الأشكال النضالية السلمية من خلال خوض مُقاطعة شاملة الامتحانات في شكلها العام، نتج عنه عسكرة قوية لقوات الأمن السرية و المعلنة منها، التي عملت على إجبار الطلبة على اجتياز امتحانات الدورة الخريفية، التي تمر في جو من الرفض جراء تشبث الإدارة بتاريخها المحدد ورفضها التأجيل و كذا مناقشة الملف المطلبي جملة و تفصيلا. العنف يولد الانفجار وحسب نفس المصادر الطلابية، عرفت الكلية منذ الساعات الأولى ليوم الأربعاء إنزالا أمنيا مشددا، أفضى إلى العنف و العنف المضاد، بعد رفض الطلبة لاجتياز امتحانات الدورة الخريفية (الفصل 5)، و تدخل بعض رجال الأمن لأرغامهم على الدخول للكلية و عدم الاحتجاج، مما أفضى إلى تبادل التراشق بالحجارة بين الطرفين أصيب على إثره مجموعة من الطلبة بعدة إصابات نتيجة لجوء بعض أفراد القواة المساعدة لاستعمال العنف دون اكتراث للمارة (راجلين، سيارات، و حافلات) التي قادتهم الصدف للمرور على الطريق الوطنية رقم 6، هاته الاخيرة التي أصيبت بالشلل التام لعدة فترات من صبيحة اليوم (الصور) الشيء الذي خلق حالة من الرعب، و هو ما انعكس بشكل عام على المدينة باعتباره الطريق الوحيد الذي يربط تازة السفلى بالعليا مرورا بوسطها الإداري و التجاري... شجب وتنديد... في نفس السياق، عبرت عدة فعاليات سياسية، اجتماعية، حقوقية، و مدنية جمعوية، في اتصال هاتفي بيومية “تازاسيتي” الإليكترونية عن “تنديدها الواسع لإقدام إدارة تربوية للجوء إلى المقاربة الامنية لحل مشاكلها التتي تتخبط فيها نتيجة انعدام التواصل...” مضيفة أن “ما شهدته كلية تازة اليوم الأربعاء 12 يناير 2010 كان مفجعا بكل المقاييس...” مشيرة ” كون تطويق القوات المخزنية لكل الطرق المؤدية إلي الكلية، و الإفراط في ترهيب الطلاب و المارة وتهديدهم لاجتياز الامتحانات و إصابة بعضهم، لا يعتبر الحل الأمثل في التعامل مع التحركات الطلابية السلمية في ظل المفهوم الجديد للسلطة...”. ناقوس الخطر... في خطوة استباقية للاحداث الدرامية التي كانت منتظرة ومتوقعة أن تعرفها الدورة الخريفية بكلية تازة، أشارة يومية الصباح في عددها 3337 الصادرة بتاريخ 4 يناير الجاري لبعض المشاكل التي تعرفها الكلية و إشارات لوجود اختلاسات مالية بها، مستعرضة لبعض فقرات الملف الطلابي، معنونة الخبر “طلبة الكلية المتعددة التخصصات بتازة يقاطعون الامتحانات الخريفية”، و هو ما أكدته جريدة الاتحاد الاشتراكي عدد 9679 الصادرة اليوم الأربعاء 12 يناير بمنظور و تحليل أخر عنونته ب “الطلبة الجَامعيون بتازة عَازمُون على مُقاطعة امتحانات الدورة الخريفية” كما تطرقت إليه بتفصيل بعض الجرائد الإليكترونية التي تبث من تازة، و منذ انطلاق الموسم الجامعي مشيرة إلى نتيجة واحدة “كون الإنزال الأمني و الإفراط في استعمال العنف... وتلفيق التهم... وإحالة الطلبة على القضاء... يعد تصعيدا غير مبرر و مقبول، ولن يترتب عنه سوى اتساع رقعة الاحتجاجات على الأوضاع بالجامعة المغربية و كشف المزيد من السياسات الارتجالية للدولة التي أصبحت كلية تازة مستنقعا لها في ظل عميد يسير قطاع حيوي في خريف عمره...”.