وسط الأجواء المتوترة التي تعيشها كلية الحقوق بجامعة المولى إسماعيل بمكناس جَراء مقاطعة الطلبة للامتحانات، أقدمت السلطات الأمنية بمدينة مكناس أمس الأربعاء على اعتقال 7 طلبة من داخل الحرم الجامعي إضافة إلى اعتقال آخر بمركز شرطة القرب بعد أن تم إجباره على توقيع محضر دون الإطلاع على محتواه. تظاهر ومُقاطعة... وقد عرفت الكلية أجواء متوترة منذ إعلان الإدارة عن موعد الامتحانات الذي لم يرق الطلبة باعتبار أنه لا يراعي الوقت الكافي للتحضير والاستعداد لها، الشيء الذي دفعهم إلى خوض مجموعة من الأشكال الاحتجاجية بقيادة المنظمة النقابية "أوطم"، ليُجمع الطلبة بعد ذلك في حلقية تقريرية على تصعيد الأشكال النضالية من خلال خوض مُقاطعة شاملة الامتحانات نتج عنها عسكرة قوية لقوات الأمن السرية التي عملت على إجبار الطلبة على اجتياز الامتحانات التي تمر في جو من الرفض جراء تشبث الإدارة بتاريخ الامتحانات ورفضها التأجيل. وفي نفس السياق عرفت الكلية إنزالا كثيفا لقوات الأمن بشتى أنواعها "سيمي، DST،..."، والتي عملت على تطويق الكلية وجميع المنافذ المؤدية إليها إلى جانب المناطق المجاورة لها مما خلق حالة من الرعب في صفوف الطلبة والسكان على حد سواء، لتُتوج بمداهمة لبعض مرافق الكلية واعتقال 7 طلبة وهم : -محمد زين الدين كاتب عام مكتب تعاضدية كلية الحقوق - رشيد باوسار عضو مكتب تعاضدية كلية الحقوق - بدر الساعي عضو مكتب تعاضدية كلية الحقوق - محمد الخياري عضو مكتب تعاضدية كلية الحقوق - عبد الرحيم أمازيغ عضو مكتب تعاضدية كلية الحقوق - محمد العمراني عضو مكتب تعاضدية كلية الحقوق - سعيد أمازيغ عضو فصيل طلبة العدل والإحسان ليتم اعتقال الطالب عصام راموي وذلك بمركز شرطة القرب المتواجد بالحي المجاور للكلية ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد إرغامه على توقيع التزام لم يطلع على مضمونه، في حين تم الاحتفاظ بالبقية في مخفر الشرطة، وقد نشر موقع الإتحاد الوطني لطلبة المغرب قصاصة إخبارية جاء فيها أن الطلبة قضوا يومهم دون طعام أو ماء ولم يتمكن ذويهم من إدخال الطعام إليهم حتى وقت متأخر من الليل، ليتتم إحالتهم صباح اليوم "الخميس" على وكيل الملك "النيابة العامة" حسب نفس النشرة. شجب وتنديد... وفي نفس السياق عرفت هذه الأحداث وخصوصا اعتقال بعض مُناضلي الإتحاد الوطني لطلبة المغرب تنديدا واسعا من طرف قيادات حيث عبر كمال سرسيف مسؤول العلاقات العامة للإتحاد في اتصال هاتفي مع هسبريس عن استنكاره وتنديده بما وقع حيث قال:" ما شهدته كلية الحقوق بمكناس يوم الأربعاء 13 يناير 2010 كان مفجعا بكل المقاييس، حيث داهمت القوات المخزنية جميع مرافق كلية الحقوق وطوقت كل الطرق المؤدية إليها، و أفرطت في ترهيب الطلاب وتهديدهم لاجتياز الامتحانات، ورغم أن هذه السلوكات الرعناء التي تستهدف الطلاب وممثليهم في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أصبحت معتادة في تعامل الدولة مع كل التحركات الطلابية السلمية التي يعبر بها الطلاب عن مطالبهم، إلا أن حجم الإنزال الأمني الذي عرفته مكناس والعقاب الجماعي للطلاب والسرعة التي تم بها تحرير المحاضر وتلفيق التهم وإحالة الطلبة المعتقلين على القضاء كل هذا يعد تصعيدا غير مبرر وغير مقبول، ولن يترتب عنه سوى اتساع رقعة الاحتجاجات على الأوضاع بالجامعة المغربية ورفض الفوضى التي تسببت فيها السياسات الارتجالية للدولة." [email protected] mailto:[email protected]