مريم الوكيلي -بريس تطوان - بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، نظمت فرقة البحث في الإبداع النسائي، ندوة علمية في موضوع ّتجليات المرأة في الخطاب الشعري المغربيّ، صباح يوم الخميس 10 مارس الجاري، برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، حضرها إلى جانب عميد الكلية محمد سعد الزموري، نائبه الأستاذ مصطفى الغاشي، ورئيس شعبة اللغة العربية محمد الأمين المؤدب، وثلة من الفاعلين في الحقل الثقافي بالمغرب، وبعض الشعراء المهووسين بسحر الكلمة على رأسهم الشاعر عبد الكريم الطبال. افتتحت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ عبد العزيز الحلوي، الأستاذ نجيب العوفي بمداخلة وسمها بعنوان ّ البوح الناعم قراءة في نماذج شعرية نسائيةّ، وقف فيها على خمس نماذج شعرية لشاعرات شماليات من القصر الكبيروتطوان، وهن وفاء العمراني، وداد بنموسى، إيمان الخطابي، سعاد الناصر،فاطمة الزهراء بنيس، مؤكدا على أن هذه الباقة من الشواعر يعزفن بمهارة على قيثارة الشعر المغربي، واستطعن بإسهاماتهن أن يضفن زخما ناعما جميلا في معزوفة الشعر المغربي، وذلك بالحضور المكثف للشعر النسائي الذي فرض نفسه على الشعر الذكوري، معللا في ذلك بزوال الحبسة عن لسان المرأة. ومبشرا العالم بسلطة النساء وأنهن سيضمدن جراحاته، وسيجدن الخلاص لهذا العالم لما يعانيه من شروخ وآلام. من جهته وقف الأستاذ عبد اللطيف شهبون في مداخلته الموسومة ب " صورة المرأة في الشعر المغربي المعاصر" على الجسد في الشعر المغربي المعاصر وما يثيره من إشكالات، مؤكدا على أن التعدد الذي يعرفه الشعر على مستوى الأشكال واللغات يجعل عملية الاستقراء والتتبع موسومة بالصعوبة، مضيفا في الآن نفسه بأن إدراك الإنسان للعالم لا يمكن أن يتم عن طريق العلم فقط، بل يمكن أن يتم عن طريق الشعر باعتباره شكلا من أشكال الكشف. أما مداخلة الأستاذ أحمد هاشم الريسوني المعنونة ب" قراءة في تجربة الشاعرة لطيفة المسكيني" فقد ربطت القصيدة بالأنوثة في أبعادها الكونية، وساق أمثلة عن قصيدة الأنثى واقفا على نماذج منها، منتقلا إلى البعد الرمزي للأنوثة وصفا وتحليلا من خلال تجربة الشاعرة لطيفة المسكيني. بعد ذلك نقل الأستاذ عبد الواحد بنصبيح الحاضرين بقراءة ممتعة وشيقة لنماذج شعرية نسائية، كاشفا فيها على المحطات المختلفة في الشعر النسائي، معرجا على الصورة المتعددة للمرأة بعضها سلبي والآخر إيجابي. مضيفا إلى أن صورة المرأة في نظره هي صورة الحياة في تجلياتها المختلفة" خير وشر" وفاء وغدرّ إغواء وصد"، كما ميز بين نمطين من الشعر، نمط تغدو فيه المرأة موضوعا ونمط تغدو فيه ذاتا. واختتمت الجلسة الأولى بقراءة عاشقة للأستاذ حسن بيريش، تناول فيها خمس شواعر من شاعرات المغرب وهن: ثريا مجدولين، إكرام عبدي، ابتسام، وداد بموسى، ووفاء العمراني، مركزا على عمق حساسية المرأة الشاعرة، يقول بريش" عند المرأة الشاعرة يكتسي البحث عن الذات جوهره من كونه قيمة استثنائية تلاحق رهانا استثنائيا، بالمعنى الذي يفيد إعلاء منسوب الإرادة من أجل إعلاء منسوب الإبداع. ويضيف " إن الشعر مفردة تأنيث وإقحامه في خانة المذكر لم يكن سوى مؤامرة دبرها النحاة ضد لغة الخنساء. أما الجلسة الثانية التي ترأسها الأستاذ عبد الواحد بنصبيح، فقد خصصت للقراءات الشعرية، شارك فيها نخبة من الأصوات الشعرية المغربية على رأسهم الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال، عمر البقالي ، سعاد الناصر، وعبد اللطيف شهبون، وأحمد هاشم الريسوني، وفدوى التكموتي.