قبل التسعينات كان للشكايات المجهولة طابعا خاصا ينحصر على وزارة الداخلية وحدها انذاك ولا صلة للمواطن بها بل كان المواطن ضحيتها، وحتى رجال السلطة أنفسهم كتبوا شكايات مجهوله ضد رؤسائهم. أثناء انتشار زراعة المخدرات بمنطقة الشمال كله ، كان رجال السلطة يشجعون المواطن بطرق خفية في تشجيع الفلاح لاستخدام أرضه لزراعة الكيف بدل الفلاحة المشروعة ، لدرجة انه في سنة 1998 اجتمع احد رجال السلطة بقيادة جبل حبيب وعلى انفراد بجميع أعوان السلطة التابعين لجماعة بني حرشان لتسجيع المواطن هناك على زرع مادة الكيف ... حيث هذه المنطقة لم تكن آنذاك دخلت بشكل كلي في هذا النوع من الفلاحة، ولم يكن هذا بشيء غريب نظرا للأموال الطائلة التي جناها رجال السلطة من ذلك. وكان المواطن يدفع بانتظام لأعوانها الموثوق فيهم فدية الكيف خلال شهر ماي ويونيو من كل سنة . ونظرا لم تكن السلطات تقنع بما جمعته من الملايين من الدرهم ، فكانت تستعمل طرق الحيل مع المواطن الضعيف فكريا والخائف من متابعته قضائية كاستدعائه شفويا للقيادة وإخباره بأن السلطة توصلت بشكاية مجهولة تخصه وان الامر يتطلب تدخلا في قسم الشؤون العامة و مع رئيس الدائرة مثلا ورجال الدرك.. فينصحونه بتحضير مبلغ مالي اخر كبير لتجنيبه الإخطار، بينما كانت تلك الشكايات المسماة المجهولة مجرد كلام ولا توجد في الواقع اي شكاية. ورغم اننا حاولنا في كل مقالاتنا ببريس تطوان تجنب الإشارة للأمور الشخصية ، فانه رأينا التلميح لذلك نظرا لأهمية الموضوع : فقد كان بعض أعوان السلطة من المطرودين حاليا استعمال اسمنا مع هذا الفلاح بإخباره اننا كتبنا شكاية مجهولة ضده ، غير اننا استعطنا( كالعادة كدائما وفي كل اتجاه) اقناع هذا الفلاح انه لا يوجد اثر لأي شكاية وان المكيدة فقط لاستنزافه ماديا بتكرار دفع الفدية. وقد عرفت الشكاية المجهولة بجماعة جبل حبيب أوجها ابتداء من سنة 2003 ، حيث لأول مرة في تاريج الجماعة يتم صنع مجلس وأغلبية مزورة من أشخاص مرذولين لا سلوك ولا أخلاق لهم غير قادرين ولا مستوى لهم لتسيير الشان العام ، هؤلاء مازال بعضهم كان قد تم تدريبهم على الوششة والبلبلة واستعمال أساليب الجبناء بتوجيه شكايات مجهولة تخدم بعض الإطراف وذلك في خلق العداء بين المواطن واخيه. لسنا ضد من يشتكي بصواب و بما يخدم المصلحة العامة ونحن مع الشكايات التي تحفظ ماء الوجه والتي تحمل الدليل والحجج وموقعة باسم صاحبها . ولا زالت تتهاطل على المسؤولين بولاية تطوان شكايات من هذا النوع ، وهي تصدر من بعض الأشخاص المحسوبين على رؤوس الاصابع يستعملون السكان تحت عنوان المجهول لخلق التشويش والبلبلة والعداء بين السكان ونساءل ؟ متى سيعي المواطن ويكف عن بيع صوته في الانتخابات ويختار ممثليه تتوفر ولو ابسط المواصفات الأخلاقية والثقافية... بل ومتى سيدرك هذا المنتخب ان الذل وصل به لاوجه وان العواقب وخيمة. بريس تطوان