في الوقت الذي كان فيه الشعب الأمريكي يعاني الكثير من اجل الحصول على لقمة العيش قررت مجموعه من العاملات الأرامل والمطلقات في احد مصانع نيويورك الإضراب والاحتجاج على صاحب المصنع الرأسمالي الذي كان يستغلهن ويسخرهن ويبقيهن في العمل لمده تزيد على اثنتي عشرة ساعة في مقابل أجور ضئيلة لاتكفي إلا جزء قليل من احتياجات غذائهن و أطفالهن وكان عدد العاملات المضربات بالتحديد (129)عامله وكان يوم الإضراب هو 8 مارس 1908 وطالبت العاملات المضربات تحديد ساعات العمل ورفع الأجور أسوة بالعمال الرجال وتطبيق القوانين الصحية والنقابية وعندما رفض صاحب المصنع الجشع هذه المطالب ... اعتصمت العاملات داخل المصنع .فما كان من صاحب المصنع إلا أن أغلق عليهن الأبواب . واستغل احد أصحاب المصانع المنافسة ذلك الحادث وأشعل النار في المصنع المغلق والتهم الحريق المصنع المغلق على 129 أما! وحطم رجال الإطفاء أبواب المصنع إثناء مكافحة الحريق فوجدوا 129 جثه قد التهمتها النيران واجتاحت المدن الامريكيه والعالمية مظاهرات ومؤتمرات نسائيه احتجاجا على ما حدث وحدد التاريخ هذا الحادث الأليم في 8 مارس عيدا للمرآه وتخليدا لذكرى العاملات. والحقيقة أن المرأة وعلى الرغم من الاهتمام البالغ بها من جانب الأممالمتحدة و المنظمات المدنية المعنية بحقوقها إلا أنها لم تستطيع الحصول على حقوقها كاملة و ذلك يختلف من دولة إلى أخر و مازالت تعاني من مظاهر عديدة للتمييز ضدها في اغلب الدول. فقد أكد تقرير جديد عن ذار أوضاع المرأة في العالم وضعته نساء من 150 دولة أن الأحوال المعيشية لكثير من النساء في العالم أصبحت أكثر قسوة خلال السنوات العشر الماضية منذ أن وافق مؤتمر الأممالمتحدة للمرأة والسكان الذي عقد في بكين علي العمل من اجل المساواة والتنمية الاقتصادية، وهذه بعض المؤشرات على ذلك التمييز حسب الأممالمتحدة فأغلبية الفقراء في العالم (60 الى 70 في المائة) من النساء ، وتشكل النساء ثلاثة أرباع الأميين في العالم البالغ عددهم 876 مليونا و ما زالت المرأة ممثلة تمثيلا ناقصا إلى حد بعيد في الجمعيات الوطنية والمحلية وتشغل في المتوسط 14 في المائة فقط من المقاعد في البرلمانات الوطنية وفي كثير من دول العالم تتعرض النساء لأشكال مختلفة من العنف مثل الاتجار بالنساء والاغتصاب والحرمان من الميراث والإكراه على الزواج. وفي هذه المناسبة. كتبت الكاتبة د. كاترين ميخائيل: تحتفل نساء العالم في ( 8 مارس) بالورود والزهور والحفلات والمهرجانات والاجتماعات الفرحة . إلا المرأة العراقية تحتفل بالعنف وصوت الانفجارات والقنابل والخوف والاستبداد والاضطهاد والغبن المتواصل وحمامات الدماء. لا بل نسيت لها عيد يجب أن تحتفل به. لمن تلجأ لتقول: عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟ هل الحكومة العراقية ؟ هل المجتمع العراقي ؟ هل العائلة العراقية؟ فى حياتنا نماذج عظيمة من المرأة وهذه النماذج لها كل التقدير والاحترام فهي الصابرة، الشاكرة، الأصيلة، المساندة، الحنونة ... إيمانها وعزيمتها قويتان أفلا تستحق منا أكثر من يوم للاحتفال بها؟؟؟