8 مارس، هل هو يوم احتفال بالمرأة، أوالمرأة العاملة تحديدا؟ هل نحتفل بقتل عمال نيويورك الذين لقوا حتفهم في حريق في مصنع للنسيج سنة 1908، أم ان هذا الحريق عبارة عن أسطورة؟ هل الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكن هي من أسست لهذا اليوم في عام 1910، أم أنها الأممالمتحدة في عام 1977؟ الإجابة على هذه الأسئلة هي الطريق نحو فهم السبب والعوامل التي جعلت العالم يفكر في النضال من أجل تحرير المرأة. وفقا لم ترويه قصة شهيرة مرتبطة ب8 مارس 1908، فقد شب حريق « لم يكن مجرد حادث » في مصنع النسيج في نيويورك – حيث قتلت 129 عاملة – الحريق الذي تم إضرامه بطريقة وحشية تسبب فيه رئيس المعمل، الذي كان يريد وضع حد لاحتجاجات العمال آنذاك. ولكن هذه الحقيقة لم تظهر في الصحف، حيث كان المواطنون معتادون على قراءة أخبار حوادث الحرائق في مصانع النسيج في ذلك الوقت. وفي عام 1908، خططت ناشطات أمريكيات لإطلاق حملة « لمنح المرأة حق التصويت »، وذلك خلال المؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي بالولايات المتحدة،. لهذا، اختاروا يوم الأحد الأخير من شهر فبراير 1909 ليكون يوما للمرأة (يوم المرأة)، و اضطروا للاحتفال بهذا اليوم، يوم 31 يناير لأن المسرح الذي قمن باستئجاره لم يكن متاحا في شهر فبراير. الاشتراكيون الألمان والنساء والثورة الروسية: عقد يومي 26 و 27 غشت 1910 المؤتمر الدولي الثاني للنساء الاشتراكيات بكوبنهاغن، وكان النقاش متمركزا حول منح المرأة حق التصويت، والحماية الاجتماعية للأمهات، والحاجة إلى إثبات وجود صلة أكثر انتظاما بين الاشتراكيين في بلدان مختلفة. في الوقت نفسه اقترحت الوفود الألمانية كلارا زيتكن وكيت دنكر النقطة التالية: « بالاتفاق مع المنظمات السياسية والنقابية للبروليتاريا، والنساء الاشتراكيات، من جميع الجنسيات تنظم في بلادهن يوم خاص للنساء، يكون هدفه الأساسي تعزيز حق المرأة في الاقتراع. هذا المقترح لم يكن له خلفية أوذكرى تاريخية، ولهذا السبب لم يكن هناك موعد محدد له، على عكس أمريكا، التي أطلقت على هذه المناسبة: « يوم المرأة ». واحتفل الاشتراكيون الألمان باليوم العالمي للمرأة يوم 19 مارس، فيما كان هذا اليوم في صيغته السويدية يتزامن مع 1 ماي وبدأ الاحتفال به في السنوات الموالية في 12 من ماي. وفي سنة 1914 توافق الاشتراكيون من ألمانيا والسويد وروسيا على إحياء هذا اليوم في 8 مارس. يوم الأم، الذي أسسه ستالين، ويوم حقوق المرأة ل « L'ONU « مع قدوم « الستالينية » للسلطة، فقدت النساء كل المكتسبات التي تم تحصيلها عقب الثورة الروسية، حيث تم حظر الإجهاض وأصبحت النساء ربات بيوت وأمهات، كما تم حل عدد كبير من الهيئات الدولية التي تعنى بالمرأة. وفي سنة1930، أصبح اليوم العالمي للمرأة في البلدان الرأسمالية عيدا للأم في الاتحاد السوفيتي، إذ تعرض الهدايا وباقات من الزهور للأمهات. وفي عام 1965، وبقرار من البيروقراطية الستالينية، أعلن عن 8 مارس اليوم الدولي للمرأة العاملة. قبل هذا، في 8 مارس 1945 أي – مع نهاية الحرب العالمية الثانية – اقترحت زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، تطوير ميثاق حقوق المرأة، بحيث تكون الضامنة لاتفاق السلام في الأممالمتحدة. وتضمن الميثاق حقوق للأمهات والعاملات والمواطنات اللاتي كن جزءا من النظام العالمي الجديد. و في عام 1975، أعلنت الأممالمتحدة السنة الدولية للمرأة وفي ديسمبر 1977 أعلنت 8 مارس يوما دوليا لحقوق المرأة والسلام الدولي.