تعيش مدينة الحمامة البيضاء على إيقاع الدورة 15 للمهرجان الدولي للعود، ما بين 10 و12 ماي الجاري وذلك بحضور عازفين مغاربة، ومبدعين من جزيرة كريت اليونانية، والعراق وأرمينيا، ومصر، وفرنسا، وإيران، سيتعاقبون طيلة ثلاثة أيام متتالية على خشبة مسرح إسبانيول. وكشفت سميرة القادري، المديرة الفنية للمهرجان، أن هذه التظاهرة، التي تنظمها وزارة الثقافة ستحتفي بالعراق "ضيف شرف"، مشيرة إلى أنه جرى اختيار هذا البلد، نظرا للظروف التي يمر بها، ولتثمين العلاقات بين البلدين من جهة، ومن جهة أخرى، لأن للعراق تاريخ فني طويل في مجال الإبداع الفني. وقالت القادري، في تصريحها، "عندما نتحدث عن العراق نستحضر مدارس فنية أبرزها مدرسة منير بشير، وسنحتفي هذه السنة بهذا البلد بحضور عازف العود المتميز نصير شمة". وأضافت المديرة الفنية للمهرجان، "سيجري خلال هذه الدورة تكريم المطرب محمود الإدريسي، الاسم الفني الذي أغنى الخزانة الفنية المغربية، فهو فنان متألق، وعازف عود متميز، وملحن كبير، أيضا، اختارت فيه الإدارة الصوت والإنسان". وما يميز كذلك هذه الدورة، التي تأتي في إطار الاحتفاء بالتنوع الثقافي والانفتاح على الآخر٬ وسعيا إلى تكريس سجايا التسامح وتشجيع التعابير الموسيقية الجميلة٬ وإبراز المؤهلات التراثية والفنية لمدينة تطوان وتموقعها الاستراتيجي في الموسيقى الأورومتوسطية، كما أنها ستتوج هذه السنة الفنان القدير مارسيل خليفة بجائزة زرياب المهارات بتنسيق مع المجلس الوطني للموسيقى. وعن اختيار مارسيل خليفة ليتوج بجائزة زرياب، تقول سميرة القادري "بعد أن حصلت عليها مجموعة من الأسماء الوازنة، سنكرم هذه الدورة هذا الفنان المبدع، لأنه سيعطي قيمة للمهرجان، لأن له مسارا فنيا متألقا وإسهاماته الإبداعية ودوره في التعريف بالموسيقى العربية تجاوز النطاق العربي ووصل إلى العالمية، وفي هذا الصدد، جرى الاتفاق بصفة نهائية على أن تعطى جائزة زرياب المهارات لمهرجان العود باتفاق مع حسن ميكري الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى، بعد النجاح الكبير، الذي حققه هذا المهرجان منذ دورته الأولى، إذ استضاف على مدى 14 سنة فنانين وازنين لهم صيتهم العربي والدولي". ويتوخى المهرجان إلى خلق حوار ثقافي وفني بناء وفعال بين مبدعي مختلف دول العالم، وتمكين الجمهور المغربي من الانفتاح على الثقافات والإبداعات الأخرى، وتعريفه بالقامات الفنية الكبيرة في العالم العربي، وكذا تمكين المشاركين من مختلف الدول من التعرف على عراقة التراث المغربي الأصيل.