ما أبلغ الصورة في التعبير أحيانا عندما يعجز القلم عن تحريك دواعي الخجل لدى من يعنيه الامر بخصوص ما تعانيه دواوير العديد من الجماعات القروية بإقليم تطوان. قد يتبادر الى فهم القارئ الكريم أن الصور رفقته لجنازة، وأن النعش المحمول على أعناق الرجال هو لميت ، لكن سرعان ما ينقلب فهمه الى دهشة ممزوجة بالألم والأسى والسخط والإحباط عندما يعلم ان النعش لامرأة حامل ، اشتدت عليها آلام المخاض طيلة يوم الخميس 21 مارس الجاري ، فاضطر أهلها وجيرانها صبيحة يوم الجمعة منه الى نقلها بهذه الطريقة وعبور الوادي ومن ثم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف إلى المستشفى الإقليمي بتطوان التي تبعد عن المنطقة بأزيد من 50 كلم . أما الوادي الذي كلما هطلت أمطار الخير إلا وضربت العزلة التامة على 5 دواوير، فهو المسمى وادي ألبابن ويخترق جماعة بني ليث التابعة لقيادة بني حسان ضواحي مدينة تطوان . تجدر الإشارة الى أن مجلس جماعة بني ليث الذي ينتمي رئيسه لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي رفضت أغلبية أعضائه المصادقة على الحساب الإداري في آخر دورة له، سبق أن صادق على مشروع بناء قنطرة على هذا الوادي ، وعقد اجتماع لفتح الأظرفة بشأنها في شهر يناير 2012 ، وظل حبيس مكتب الرئيس لمدة 4 أشهر ورغم المصادقة عليه من قبل السلطة الوصية في شهر ماي من نفس السنة إلا أن المشروع لم ير النور بعد . وتفيد مصادر من ساكنة الجماعة المعنية أن الرئيس كان في تلك الأثناء مشغولا بإنجاز مشروع يحظى لديه بالأولوية القصوى، وهو تعبيد مسلك طرقي يقع بمسقط رأسه من شطرين تكفلت الجماعة بتمويل الشطر الأول والثاني تكفلت بتمويله المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ويتساءل مصدر آخر بمرارة عن من الأولى بفك العزلة عنه ، هل هو دوار الرئيس الذي لا يبعد عن الطريق الرئيسية الا بكيلومترين على الأكثر ؟ أم الدواوير الخمسة التي يضظر سكانها الى قطع حوالي 8 كيلومترات لمجرد الوصول الى ضفة الوادي ؟ وبعد عبور الوادي يلزمهم كيلومتران آخران لبلوغ الطريق .