في ظل احتفال المغاربة بالذكرى 55 لعيد الاستقلال، نظمت كلية أصول الدين بتعاون مع النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتطوان يوم الأربعاء 14/11/2012، ندوة علمية بعنوان: "دلالات الاحتفال بعيد الاستقلال"، وذلك بمشاركة: د. محمد الفقير التمسماني؛ عميد كلية أصول الدين بتطوان والأستاذ محمد برعيش؛ النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتطوان، وكذا الأستاذ زين العابدين الحسني؛ أستاذة القانون بكلية أصول الدين، ورئيس جمعية البيئة بتطوان. وقد افتتحت الندوة بتلاوة من الذكر الحكيم، وكلمة ترحيبية من طرف رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بكلية أصول الدين شكر من خلالها الأساتذة والحضور الكريم، ثم أعطى الكلمة للسيد العميد: "محمد الفقير التمسماني" الذي وسم مداخلته بعنوان: "عيد الاستقلال بين الاعتبار والاحتفال"، واستهلها بذكر أهمية دراسة التاريخ، باعتباره منطلق قوة من أجل الاستفادة من الماضي لتحسين الحاضر، كما أكد على أن التاريخ لكل أمة يعتبر ذاكرتها الحقيقية، وخصوصا في زمننا هذا زمن صراع الذاكرة، كما دعى الدكتور في كلمته إلى إعادة قراءة تاريخنا قراءة واعية متدبرة من أجل الاعتبار، معرجا على ذكر أهم الوسائل التي يمكن الاحتفال بها في مثل هذه المناسبات، كإنشاء محاضرات وندوات تحسيسية بذكرى الاستقلال، والترحم على شهداء الوطن، وإبراز مناقبهم ...، وفي ختام كلامه نبه الدكتور إلى أهم الأهداف المتوخاة من إحياء هذه الذكرىّ، والمتجلية في تحقيق الوحدة والاستقرار .... بعد ذلك تناول أ. "محمد برعيش" أهم المواقف التي خاضها المقاومون المغاربة، وأبرز الأحداث التي أسهمت في حصول المغاربة على وثيقة الاستقلال، الذي جاء نتيجة إيمان راسخ وعزيمة قوية أسهمت في انبلاج انتفاضات شعبية عمت كل أرجاء الوطن منذ عهد الحماية سنة 1912م، كما ذكر أهم المعارك التي خاضها المغاربة ضد المستعمر، وفي آخر كلمته تلا الأستاذ على مسامع الحاضرين نصا من خطاب جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله بطنجة سنة 1947م، والذي تمحور حول: تشجيع النضال والمقاومة من أجل تحرير الوطن من قبضة المستعمر. واختتمت المداخلات بكلمة للأستاذ : "زين العابدين الحسني"، الذي استهل مداخلته بدعوة الجيل الناشئ إلى قراءة تاريخهم والاعتزاز بأمجاد أمتهم، في ظل ما يُكاد لوطنهم وما يواجهه من التحديات المختلفة، كما أكد على أن جهود المقاومين أدت إلى ما نحن عليه من استقرار ووحدة، وأوضح على أن الأحداث التي واكبت المطالبة بالاستقلال ضمت: العودة (16 نونبر) والانبعاث (17 نونبر) والاستقلال (18 نونبر)، واستفاض الدكتور في ذكر أعلام المقاومين المغاربة وإسهاماتهم في المطالبة بالاستقلال والوحدة الترابية، خصوصا مقاومي تطوان أمثال: المهدي بنونة، الحسن الوزاني، محمد الخطيب..، كما تلا الأستاذ خطابا لهذا الأخير حول الأحداث السياسية والتاريخية أثناء عودة الملك محمد الخامس من المنفى إلى المغرب، وكذلك الخطاب التاريخي لعبد الخالق الطريس، مؤكدا في حديثه على دستور البلاد قبل فرض الحماية، وأنهى كلامه بمقولة محمد الخامس التاريخية في بناء مغرب جديد: "عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر". وفي ختام الندوة تم فتح المجال للطلبة الباحثين والحاضرين من أجل المناقشة، والذين أعربوا بدورهم عن أهمية اللقاء واستفادتهم منه، كما طرحوا أسئلة ومقترحات أجاب عنها المحاضرون في جو تواصلي فعال، وأعقب مؤطر الندوة ذلك بتلاوة برقية ولاء مرفوعة من السيد العميد: محمد الفقير التمسماني إلى صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده.