"الموظفين الأشباح" لا تنتهي بالجماعة الحضرية لتطوان إدعمار "يعفي" رئيسة مكتب لأنها كشفت في مراسلات رسمية عن موظفة شبح قريبة لنائبه، ومكتب حفظ الصحة مل من تذكيره بتغيب بعض الموظفات في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الجماعة قبل ستة اشهر عن عزمه اقتناء آلة لمحاربة الموظفين الأشباح، تنفجر فضيحة أخرى نكشف هنا عن ملابساتها. فقد علمنا استنادا إلى الوثائق الرسمية المتوفرة لدينا أن رئيس الجماعة الحضرية محمد إدعمار لا يكترث أساسا بالتقارير الرسمية التي ترده من جهات رسمية تكشف عن عدم حضور بعض الموظفين إلى مقرات عملهم, وبدل فتح تحقيق ومعاقبة الأشباح التي تم إعلامه بخصوصهم فإنه يعمد إلى معاقبة من يكشف عنهم عبر مراسلات رسمية وجهت إليه. في وثيقتين رسميتين وجهتا لرئيس الجماعة الحضرية عبر السلم الإداري، الأولي تحمل تاريخ 10 يناير الماضي، بكتابة الضبط، تحت رقم 28- 2012 والثانية، تحت رقم 2012م ط/ 73 ، تكشف فيهما رئيسة مكتب الحالة المدنية بالتفويض بالمقاطعة الحضرية بطابولة، عن تغيب موظفة تدعى سامية الناصري، منذ سنة 2009. و"ترجو" الرسالة الرسمية الحاملة لرقم. 2012/21، من رئيس الجماعة التابع لحزب العدالة والتنمية باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن. لكن بدل فتح تحقيق في الأمر واستدعاء الموظفة المتغيبة منذ 2009، لكن المدهش في الأمر أن رئيس الجماعة الحضرية "فضل" معاقبة المتصرفة، رئيسة مكتب الحالة المدنية التي كشفت عن ذلك عبر مراسلة رسمية، وأعفاها من منصبها. ويقول إدعمار في قراره بتنقيل الموظفة التي كشفت عن الأشباح والموقع بخط يده يوم 27 مارس الماضي تحت رقم 448/2012 ق.ت.ب، قائلا لها "يشرفني إبلاغكم أنه تقرر نقلكم...". وبعد البحث والتقصي في هوية هذه الموظفة الشبح التي عاقب رئيس الجماعة رئيسة مكتب لكونها "تجرأت" على فضحها في مراسلة رسمية، تبين لنا أنها ليست سوى قريبة من نائبه محمد الشرقاوي ، وهو ما تبين ضمن مراسلة أخرى وجهت لرئيس الجماعة الحضرية، تحمل تاريخ 30 مارس، حيث نددت فيها عائشة الخراط، وهي رئيسة مكتب الحالة المدنية، التي أقالها إد عمار، أن "قرار إعفائها من مهامها، هو دسيسة من نائبه محمد الشرقاوي الذي تربطه علاقة قرابة من الموظفة الغائبة باستمرار السيدة سامية الناصري" واصفة إيها في نفس الرسالة ب "الموظفة الشبح". أكثر من ذلك، تتوفر المجموعة أيضا على مراسلتين رسميتين موجهتين من طرف رئيس قسم حفظ الصحة إلى رئيس الجماعة الحضرية بتطوان، الأولى تحت رقم 2012/11 ق.ح.ص، تشعره بعدم التحاق موظفة بعملها. ويقوا الدكتور أحريكات في نفس الرسالة أن الموظفة فاطمة بن عبد الوهاب، لم تلتحق بمقر عملها رغم توصله بقرار انتقالها إلى مصلحته. فيما يجدد رئيس مكتب حفظ الصحة تذكيره في الرسالة الثانية الحاملة لرقم 544/ 12 ق.ح.ص، إلى رئيس الجماعة بعدم التحاق الموظفة المعنية. وتقول الرسالة "بناء على كتابكم عدد 691، بتاريخ 9 ماي... فإننا نذكركم بعدم التحاق الموظفة بعملها بمكتب حفظ الصحة". وبناء على هذه المعطيات والمراسلات الرسمية التي تتوفر الجريدة على نسخها، يتبين ان فضائح الموظفين الأشباح أكثر من مجرد وعود لرئيس الجماعة بمحاربتها، فالملف تقول مصادرنا أكبر منه بكثير وسيستمر هذا النزيف للمال العام من طرف الموظفين الأشباح مرهقا للمدينة وريعا اقتصاديا لهذه العينة من الموظفين التي مازال الرقم الذي كشف عنه "المساء" و "هيسبريس" سابقا يراوح مكانه، دون اتخاذ أية إجراءات حقيقية، في انتظار قدوم لجان تحقيق وتقصي مركزية للحد من هذه الفضائح.