يبدو أن الطالبي العلمي بدأ يلقي بآخر أوراقه من أجل قطع الطريق على المرشح الأبرز لرئاسة مجلس جهة طنجةتطوان الدكتور عبد الهادي بن علال، وذلك بالمضي قدما في حرب الإشاعات التي تهدف إلى زعزعة تحالف أحزاب الأغلبية الحكومية المساندة لترشيح هذا الأخير. آخر هذه الإشاعات التي تم ترديدها بقوة صبيحة هذا اليوم 20 شتبر الجاري بمدينة طنجة، هو الترويج للاتفاق الذي توصل إليه الطالبي العلمي مع رئيس حزب الحركة الشعبية امحند العنصر، والذي يقضي بعدم ترشيح هذا الأخير لأي مرشح منافس له بإسم الحركة الشعبية. إن الطالبي العلمي يوهم نفسه بأن بإمكان مثل هذه الحيلة أن تنطلي على أعضاء المجلس الجهوي، ويريد أن يوهمهم بأن كلمته ما زالت لدى أصحاب القرار، متناسيا أن رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قد فطن من قبل إلى إمكانية لجوء البعض إلى مثل هاته الأساليب، فجمع ممثلي الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية من أجل التنسيق والتوافق حول مجموعة من المحطات السياسية، ومن بينها الاستحقاقات التشريعية الجزئية التي ستجري بمدينة طنجة يوم 4 أكتوبر المقبل، والتي على أساسها سوف تحجم خلالها أحزاب الأغلبية عن منافسة مرشحي حزب العدالة والتنمية، بالمقابل سيدعم هذا الأخير مرشحي تلك الأحزاب لرئاسة المجالس الجهوية، ومن بينها جهة طنجةتطوان. إن الارتباك الذي يعاني منه الطالبي العلمي في القيام بحملة انتخابية نظيفة، جعله يخبط خبط عشواء، خاصة بعد أن فقد البوصلة السياسية التي توجهه نحو بر الأمان، والمتمثلة في صديقه إلياس العمري، الذي سافر إلى فرنسا في عز الحملة الانتخابية، وتركه لا يعرف ما سوف يقدم وما سوف يؤخر. كما يمكن أن نلمس مدى الإحباط الذي وصل إليه الطالبي العلمي من خلال مضمون الأجوبة التي يقدمها للذين يكلمونه هاتفيا، من بين أعضاء المجلس الجهوي المحسوبين عليه، حيث لا يفصح لهم عن نيته فيما إن كان سيترشح أم لا، وينضاف إلى ذلك أنه قطع جميع أنواع الاتصالات مع إدارة الجهة، رغم أن المجلس لا تفصله سوى أيام معدودة على انعقاد الدورة العادية لشهر شتنبر، حيث لم يوقع بعد على استدعاءات الدورة المقررة بتاريخ 26 شتنبر الجاري، كما أنه لم يستدع المكتب المسير لإعداد جدول أعمال الدورة، كما لم تعقد لجنة المالية اجتماعها لدراسة الميزانية وبرمجة الفائض. ربما سوف يتجه الطالبي العلمي إلى تبرير هزيمته المنتظرة بإيهام من تبقى من أنصاره بمدينة تطوان أنه سوف يتفرغ لمهمته الحزبية الجديدة "الناطق الرسمي بإسم التجمع" وأن هذه المهمة لن تترك له المجال لتسيير الجهة.!!!