تقرير شامل عن موسم المجاهد سيدي طلحة أحد أبرز أعلام تطاون نظمت جمعية سيدي طلحة للمحافظة على التراث والبيئة بتطوان وملوسة، في إطار برنامجها السنوي للموسم الثقافي، تحت شعار "دور سيدي طلحة الدريج في الحفاظ على الهوية المغربية" وفاء لذكرى المجاهد سيدي طلحة من أعلام تطوان والذي قاد حملاته ضد الغزو الصليبي الاحتلالي لثغور شمال افريقيا بمدينة سبتة السليبة مابين 1426 م_1430م ،وذلك يوم السبت 15 شتنبر ببيت زاوية حفدة الولي الصالح ، والأحد 16 شتنبر 2012 بملوسة حفص انجرة ، وقد شارك في فعاليات الملتقى الثقافي لهذه السنة ، نخبة من الشخصيات العلمية والوطنية والفكرية والدبلوماسية، وقد افتتح اللقاء الثقافي بندوة تعريفية بشخصية هذا المجاهد تحت عنوان: "الدور الجهادي للولي الصالح سيدي طلحة الدريج في الحفاظ على استقلال المغرب وهويته الدينية " بهدف تعزيز مفهوم الحفاظ على ذاكرة الرموز العلمية والتاريخية والبطولية في الذاكرة الجماعية لأجيالنا المستقبلية. وذلك بمشاركة نخبة من العلماء والأساتذة الجامعيين ،وقد شارك المندوب السامي لأعضاء المقاومة وجيش التحرير بكلمة افتتاحية عن دور إحياء الذاكرة الوطنية التاريخية في تعزيز قيم المواطنة لأجيال مغرب الغد،مستشهدا بنصوص ملكية سامية في التشجيع على الاهتمام بعلماء وأعلام وأبطال المغربّ،كما عبر سعادة السفير الاندونيسي السيد توساري ويجايا عن أواصر المحبة التاريخية التي ربطت الإندونيسيين بالمغرب،والمساهمة في دعم وثيقة المطالبة بالاستقلال المغربي في مؤتمر باندونغ الآفروآسيوي1955 م ، كما تحدث عن دور العلماء المغاربة في نشر الاسلام وتعليم اللغة العربية بالآجرومية لكافة الإندونيسيين،أما كلمة السيد مستشار وزير الخارجية الدكتور إبراهيم اموسي فقد نوه بالسيرة العطرة لهذه الشخصية المغربية الوطنية التطوانية المتميزة. هذا وقد وقف رئيس المجلس العلمي بتطوان السيد عبد الغفور الناصر على مدى أهمية الوقوف على علم من أعلام المغرب علما وتربية وصلاحا وركز على دور سيدي طلحة الجهادي في المنطقة الشمالية للمملكة الغالية وفق مصادر تاريخية أجنبية ومغربية، معرضا محطات الزيارات السلطانية العلوية لهذه المدينة مباركين عملهم البطولي،واليوم تسعد بخطوة مباركة حباها بها سيد البلاد أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ،بأمره السامي لتشييد مشروع مسجد ومركب ثقافي باسم هذه الشخصية الوطنية سيدي طلحة ،وتحدث المؤرخ محمد بنعزوز حكيم عن أكثر من 32 وثيقة من قائمة المصادر الأجنبية تتحدث عن محطات هذا المجاهد في الدفاع عن حوزة الوطن والحفاظ على الهوية الدينية للمغاربة في مواجهة الغزو الصليبي البرتغالي مستشهدا بأبرز المؤرخين من أمثال أزورارا ومسكارنيس الذين فصلوا في 15 حملات قادها طلحة الدريج الأنصاري لمحاصرة سبتة وحاكمها دون بيدرو ،أما الأستاذة حسناء داوود عضو المجلس العلمي بتطوان ومحافظة الخزانة الداودية ، فقد نوهت بمبادرة جمعية سيدي طلحة،في التعريف بأحد الجوانب الهامة من صفحات تاريخنا الوطني العريق، مركزة على دور المجاهد ابي يعلة طلحة بن عبد الله الدريج الأنصاري في الرباط على ثغور وموانئ الشمال،مستشهدة بفقرات من كتاب المؤرخ والدها محمد داوود في تاريخ تطوان عن دور سيدي طلحة في قيادة حملات تحرير أطراف سبتة من التدخلات الأجنبية،مع التنويه بروح الوطنية لدى المغاربة الأحرار في الدفاع عن دينهم وأرضهم في وجه المغتصبين. وجاءت مداخلة الدكتور محمد الدريج ،مركزة على دور المغاربة ممن نجو من المذبحة الصليبية الرهيبة بسبتة القرن الثامن في الرباط والنضال حماية لمقدسات بلادهم الدينية والوطنية .كما عرج الأستاذ العربي الفتوح على الدور الثقافي والعلمي لطلحة الدريج ومكانته كعلم من اعلام الفقه والقضاء في سبتة وقد ترأست الجلسة الدكتورة مريم آيت احمد الأستاذة الجامعية وخبيرة حوار الأديان والثقافات بجامعة ابنطفيل بالقنيطرة، وشهد الموسم مشاركة فرقة من الطلبة الاندونيسيين بعروض أمداح نبوية إندونيسية ومغربية، وتكريم لبعض رموز المقاومة في الشمال من قبل المندوب السامي للمقاومة، التفاتة إكبار وتقدير وعرفان على الأدوار البطولية الوطنية الرائدة لنخبة من المقاومين الذين دافعوا عن سيادة وكرامة الوطن ضد الاستعمار. واختتم اللقاء برفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله ،وقد عبر ساكنة مداشر فحص أنجرة ملوسة يوم الأحد 16 سبتمبر على احتفائهم بهذا الرمز البطولي في منطقة خلوته التي كانت تنطلق منها الحملات في جو من الذكر وتلاوة القرآن والمديح . ويشكل الملتقى الثقافي لهذه السنة محطة لاسترجاع ذاكرة الماضي المجيد للمقاومة الباسلة والدور الرائد للمجاهد سيدي طلحة السبتي ليعطي العبرة والقدوة الحسنة لجيل اليوم من أجل بناء مستقبل يحافظ على الهوية المغربية ويتمسك بالثوابت الوطنية ويحرص على استرجاع المناطق المحتلة في سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.