شيء محير جدا أن نكتشف أن للأحاسيس السلبية في حياتنا نفعا تصوروا أن للغباء نعما لا توصف... كيف لنا أن نعترف أننا بقمة غبائنا نكون عظماء ومترفعين عن كثير من التصرفات المؤلمة لأنفسنا قبل غيرنا... بتحليلنا لكثير من المواقف اليومية التي نتعرض لها ولكثير من التصرفات التلقائية النابعة من الغير. والمزاولة من طرفنا. نجد أن لغبائنا نفعا لم ننتبه له... حين تستيقظ صباحا على صراخ من حولك. تقول ما أجمل غبائي في إقفال أذناي عمن هم في سيرتي ومن يصرخون عادة بوجهي... حين تنهض كل يوم لتفطر على لحم إخوتك المستضعفين في بلدانهم المحتلة . وتتغذى على أصوات أطفالهم الجوعى . وتتعشى على توسلات شيوخهم العجزة . تلوم نفسك على أنك بعيون ترى نورا فتتمنى العمى في مثل هاته المواقف المخزية... حين يرميك فضولك لمعرفة ما يريد الآخرون كتمانه. وتضرب أسداسا بأسباع لعدم توصلك لحقيقة خافية. تتمنى لحنجرتك الصمت في زمن صار أصحابه لا ينطقون إلا كذبا ... وحين تخدع في حبيب ضمكما القدر معا في أحضانه . أو في صديق رماك القدر في طريقه. أو في بعيد أو قريب. تحمد الله انك كنت كل تلك المدة غبيا في فهمك لكثير من الأمور والأحاسيس. فلولا غباءك لما عشت عيشة هنية ولا ذقت طعما للأحاسيس. ما أجمل الغباء وما أقسى الذكاء في جل تلك المواقف. سبحان الله ويا لحسن أقدارنا. تزرع لنا في كل خطوة قسوة ولا نتدبر. وتهب لنا في كل لحظة سعادة ولا نشكر. يقال إن الله عز وجل لا يمنعنا إلا ليعطينا. حتى بلب الأمور السلبية في حياتنا . يهبنا الكثير والكثير جدا. يكفي أن في الأرض غباء يتملكنا طول الوقت ونحن لا نشعر. شكرا لك يا غباء شكرا لأنك جعلتني شفاها تنتزع ابتسامة من الغير.. وعيونا تقطف حنان من الغير.. وقلبا يغمر براءة وطيبة من الغير.. وعقلا يستمد أفكارا من الغير.. وجسدا ينتزع شهوة من الغير.. شكرا لأنك جعلتني اكتشف نسبة غبائي القديرة مع الغير.. بقلم الكاتب: عبد الحق اليماني اولادعلي