تطاون ، ومند الثلاثينات من القرن الماضي، تميزت بديناميكية المجتمع المدني بها ، وشهدت تأسيس جمعيات رائدة في عدة مجالات ،، منها الثقافية والفنية وحتى الحقوقية، ويستمر هدا التميز الى اليوم، حيث توجد بالمدينة مجموعة من الجمعيات الفاعلة، منها من اعترف لها بصفة النفع العام لدورها المتميز في خدمة الصالح العام، ومنها من يشتغل على مشاريع كبرى ميزانيتها بملايين الدراهم ،استطاعت أن تسد فراغات واسعة في ميادين عدة ، عززت التماسك الاجتماعي ، لساكنة المدينة والجهة.. ورفعت عنها الكثير من المعاناة .. في هدا المجال نجد على الساحة جمعيات تشتغل على عدة قضايا وملفات،، منها ما يرتبط بالمجال الثقافي والفني والرياضي والتربوي ومنها من اختار المجال التنموي والبيئي، ومنها من وجه اهتمامه للمجال الاجتماعي ، كقضايا الاعاقة والشيخوخة، والمعضلات الصحية بمختلف مناحيها وانشغالاتها.. مجال واحد، بقي دون ما يستحقه من اهتمام هيآت المجتمع المدني، ولم يحض بكبير عناية، بالرغم من أهميته وخطورته، واستفحاله من يوم لآخر،، وهو ميدان الأمراض العقلية والنفسية ، التي يحتاج المصابون بها وأسرهم، الى جانب التكفل الطبي، لرعاية اجتماعية ونفسية لصيقة ومستمرة حتي يثمر العلاج والمتابعة الطبية بمختلف أشكالها، ماهو منتظر منه، وحتى لا تتبخر الجهود المبدولة في هدا المجال وتدهب سدى ،، سيما وأن الكثير من الأسر وفآت واسعة من المجتمع لا زالت تتنكر لمثل هده الحالات وتسعى الى اخفائها عن العيون تفاديا "للاحراج"! جمعية واحدة، بنون النسوة، للدكور فيها حظ قليل،انبرت لهدا المجال وتصدت له بتفان وصدق، وطول نفس،بالتكفل بالحالات الحرجة لهؤلاء المرضى وفي مختلف مراحل العلاج والاستشفاء، بجهد موصول، وصل لحد المساهمة في اصلاح المستشفى المتخصص في الأمراض العقلية بجبل درسة، واعادة بناء أحد أجنحته، قبل أن تشمله العناية الملكية السامية فيخضع للاصلاح والترميم واعادة الهيكلة والبناء ليصبح في الحلة التي يوجد عليها اليوم. هده الجمعية الرائدة هي جمعية "سند" ، التي تشتغل على رعاية العجزة والمرضى العقليين والنفسيين ، وتعتبر اليوم مدعما وراعيا أساسيا، يقف الى جانب فريق العمل الطبي الدي يشتغل بمستشفى الأمراض العقلية بتطوان، المعروف ب "ميوركا"، والدي يعد المستشفى الوحيد بالجهة المختص في هدا المجال .. جمعية " سند" التي تقودها سيدات فاضلات، جلهن من أسرة التربية والتعليم بالمدينة ، في مقدمتهن الأستادة نعيمة البحاتي ، رئيسة الجمعية،و التي أبلت البلاء الحسن في هدا المجال بشهادة أسر المرضى وأطر المستشفى، يدعم من محسنين دوي كرم وأريحية، يساهمون بتلقائية في رفع الحرج سواء عن مصالح وزارة الصحة أو الأسر، أو المجتمع عموما من خلال توفير الأدوية والدعم النفسي والعلاجات اللازمة لاكمال التطبيب. الجمعية، عقدت، بحر الأسبوع الماضي لقاء تواصليا مع منخرطيها وداعميها وفعاليات من المجتمع المدني ومنتخبين، خصص لتقديم نظرة عن ما تقوم به من جهة، واخبار المعنيين بشروعها في تنفيد مشروعها الخاص باقامة مركز للتتبع واعادة الادماج والاستماع،مخصص أساسا للدين يغادرون المستشفى بعد اكمال المراحل الأولى الأساسية للعلاج ، نظرا لاحتياجهم لدعم ومراقبة وتوجيه يحول دون عودتهم مرة ثانية للمستشفى في حالة عود، سيما وأن الولوج الى هدا المركزالجهوي الفريد من نوعه، ليس بالأمر الهين ولا باليسير بالنظر الى طاقته الاستيعابية التي لا تتجاوز 90 سريرا (70 للدكور و 20 للاناث) لساكنة تقارب المليونين، من الحواضر والبوادي. وهنا لا بد من تحية تقدير للدكتور مصطفي البعجي، الطبيب الرئيسي والوحيد بهدا المستشفى والفريق الطبي الدي يعمل بجانبه، والدي تقع على عاتقه وتحت مسؤوليته، كل الحالات المأساوية التي تصل المستشفى من مختلف أنحاء الجهة، وهي كثيرة وتبعث على القلق والانشغال.. ان الانتشار المهول والسريع للمخدرات، وخصوصا القوية منها، وحبوب الهلوسة (القرقوبي) ، والضغط النفسي والاكتئاب والاحباطات التي يعيشها المواطن، خصوصا الفآت الشابة، يجعل هده الأمراض النفسية والعقلية، مرشحة للمزيد من الانتشار والاستفحال، لدا واستنادا لما ورد في اللقاء على لسان كل من مدير المستشفى ورئيسة جمعية سند، لابد أن يحدو المسؤولون والمنتخبون في المدينة والجهة حدو قائد الأمة الدي زار المستشفى، وأشرف على اعادة بناءه وتشغيله، ودلك بالاهتمام اللازم بهده المؤسسة والقائمين عليها وعدم تركهم في مواجهة هده الأمواج العاتية لوحدهم،، الى كل من يتحمل المسؤولية ويحس بعبئها، دعوة لزيارة هدا المستشفى للاطلاع عن قرب،على مايوجد به من معاناة، سواء من المرضى أو من الطاقم الطبي... ساندوا " سند" ، فكلنا معنيون !! زين العابدين الحسيني : أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان