تنحدر هذه الأسرة من عقب الولى الصالح المجاهد سيدي يحيى أعراب، أحد رموز الجهاد بالقبائل الغمارية، قدم من بلاد درعة ليندمج في صفوف المجاهدين الغماريين المتصدين لغارات المحتلين البرتغال والقراصنة الإسبان على امتداد شواطئ البحر الأبيض المتوسط. كان مجيء سيدي يحيى أعراب إلى منطقة غمارة حوالي القرن الثامن الهجري، فقصد قرية "تجنات" على ساحل مدشر إعرابن المجاور لحصن "تاركا" التاريخي بقبيلة بني بوزرة، وبهذه المنطقة قبض الله روحه ودفن في مقبرة المجاهدين على شاطئ البحر، وقبره معروف وهو مزارة مشهورة هناك. استقر أفراد من هذه الأسرة بقرية "تغصة" بقبيلة بني كرير الغمارية، وانتقل منهم أفراد إلى مدينة تطوان، وكان أغلبهم بحارة في حاميتها، كما استقر آخرون بمدينة مكناس منذ القرن العاشر الهجري (16م) أو قبله. وقد اشتهر بعض أفراد آل أعراب بالإقبال على العلم والدين، وكان منهم الفقيه المقرئ أحمد بن محمد بن سليمان أعراب، كان من القراء البارزين بجامع إعرابن الذي اشتهر بالقراءات السبع، وكان حافظا السبع بالعدد، وعنه انتشرت بقبائل غمارة. والفقيه العلامة عبد الرحمان بن قاسم بن محمد بن عبد الله أعراب المكناسي المولد والوفاة، كان فقيها متمكنا يحيط بفروع المذهب المالكي ومشاركا في العلوم الشرعية الأخرى توفي عام 1003/ 1595. ومنهم الفقيه المدرس العياشي أعراب، صاحب الكرامات الكثيرة المتوفى سنة 1991. ومنهم الفقيه عبد الرحمان أعراب المدرس بزاوية سيدي إبراهيم بن صالح بمتيوة الريف، وبها وافاه الأجل. ومنهم العلامة البحاثة الصبور المحقق الدارس سيدي سعيد أعراب المتوفى عام 1424/ 2003… كما كانت لأفراد من آل أعراب الرئاسة ببعض قبائل غمارة، منهم الطالب علي بن سليمان أعراب الذي تولى قيادة قبيلته بني بوزرة عام 1337/ 1919، وخليفته الطالب محمد بن قاسم أعراب. وتجدر الإشارة أن بيت آل أعراب بتطوان، كان من البيوتات التطوانية التي احتضنت أفرادا من المقاومة المسلحة وجيش التحرير، الفارين من بطش السلطات الاستعمارية الفرنسية في المنطقة السلطانية. العنوان: قبائل غمارة تاريخ وأعلام المؤلف: بوعبيد التركي منشورات باب الحكمة تطوان بريس تطوان يتبع...