بعد توالي حوادث افتراس قطعان من الكلاب الضالة لحيوانات بمنطقة سيدي عبد السلام القريبة جدا من حي كويلما الذي يقع داخل النفوذ الحضري للجماعة الحضرية لتطوان، ودخول هذه القطعان المدار الحضري قبل أيام قليلة، طالبت العديد من الأصوات المهتمة بالشأن العام المحلي بالمدينة، بضرورة تحرك قسم حفظ الصحة بالجماعة لمعالجة المشكل وحماية سلامة السكان، خاصة التلاميذ والنساء وحماية محيط المؤسسات والمرافق العمومية. وقال أحد سكان منطقة سيدي عبد السلام القريبة من حي كويلما بتطوان، إن قطعان الكلاب الضالة ارتفع عددها خلال الأيام الماضية بشهادة العديد من السكان، وانتقلت من المدار القروي نحو المدار الحضري، حيث أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المارة خاصة خلال فترة الليل وأثناء عملية التزاوج، ما يتطلب العمل على جمعها لتخفيض عددها على الأقل، وتفادي حوادث خطيرة لا قدر الله وتكرار مهاجمتها للسكان كما حدث في وقت سابق. وأضاف المصدر نفسه أن المثير هو مهاجمة هذه الكلاب لحيوانات مثل الماعز والبقر والحمير وافتراسها ما يؤكد شراستها، وخطورة وجودها داخل المدارين الحضري والقروي على حد سواء، حيث تبقى مصالح حفظ الصحة مسؤولة على التعامل مع الظاهرة ومعالجتها وفق توجيهات مصالح وزارة الداخلية بالرفق بالحيوان، وتوفير أماكن لتجميعها وإخصائها للحد من تكاثرها وفق المعايير المطلوبة. وشهدت عمليات جمع الكلاب الضالة ببعض مدن تطوان والمضيق سابقا، حالات احتجاج لجمعيات تنشط في مجال الرفق بالحيوان، ومطالبة البعض في مشهد غريب بعدم جمعها وتركها تعيش وسط السكان، مع ما يشكل ذلك من خطر على سلامة المارة ومحيط المؤسسات التعليمية والمرافق العمومية حيث سبق ووصلت شكايات ضحايا إلى القضاء والتحقيق في هجوم كلاب شرسة على المارة. وتبقى إمكانية لجوء المتضررين من هجمات الكلاب الضالة بتطوان إلى مقاضاة الجماعة الحضرية واردة، باعتبارها مسؤولة عن حماية سلامة وصحة السكان، طبقا للقانون التنظيمي للجماعات الترابية 14- 113، كما تتحمل المسؤولية الكاملة في معالجة ظاهرة الكلاب الضالة، وتنزيل تعليمات وزارة الداخلية بعدم قتلها رميا بالرصاص أو دس السم، ومعالجة الظاهرة وفق احترام حقوق الحيوان والتزامات المغرب الدولية في المجال. وسجل تأخر مجالس تطوان والمضيق بشكل كبير في معالجة ظاهرة الكلاب الضالة، وذلك من خلال غياب إقامة مراكز لاستقبالها والعمل على إخصائها للحد من تكاثرها، ورعايتها وتوفير الطعام وخدمات الطب البيطري، قصد تحقيق هدف حماية السكان من خطر التعرض لهجومها والإصابة بداء السعار الخطير الذي يؤدي إلى الوفاة مباشرة، في حال لم يتم أخذ اللقاح المضاد بقسم حفظ الصحة.