حل المغرب، ممثلا بمدينة شفشاون، ضيف شرف في اللقاء المتوسطي الحادي عشر للثقافة والطبخ، الذي انعقد في الفترة من 23 إلى 25 يونيو ب "بول" على جزيرة براتش الكرواتية. ويتم تنظيم هذا الحدث الثقافي الدولي كل عام بشكل مشترك من قبل بلدية بول والجمعية الكرواتية IMENA، التي تسعى للحفاظ على التراث الثقافي والفني والأدبي والموسيقي، وخاصة فن الطبخ. وفي كلمتها بالمناسبة، أبرزت سفيرة المغرب لدى كرواتيا، نور الهدى المراكشي، على أهمية هذه المبادرة التي "لا يمكن إلا أن تبني جسور التفاهم بين ثقافات وحضارات العالم بشكل عام وتوطيد العلاقات بين بلدينا المغرب وكرواتيا" بشكل خاص. وقالت الدبلوماسية إن "المغرب بلد يعكس فيه فن الطبخ، الغني والمتنوع، تراثه الثقافي العريق ويستمد أصالته من مزيج دقيق من تقاليد الطهي الأمازيغية والعربية، الأندلسية واليهودية". وتابعت أن ثراء المملكة ينعكس أيضا من خلال أعيانها التسعة المدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالإضافة إلى تراثها الثقافي غير المادي، بما في ذلك الضيافة والحوار بين الثقافات. من جهتها، سلطت ممثلة مجلس بلدية شفشاون، حنان العفاسي الإدريسي، الضوء على مكانة المدينة الزرقاء كحاضن رمزي للنظام الغذائي المتوسطي. وذكرت بأنه "في العام 2010، تم الاعتراف بمدينتنا كمجتمع رمزي للنظام الغذائي المتوسطي، والتراث الثقافي غير المادي لليونسكو. وقد مكن هذا الاعتراف بلديتنا من إدراك ثراء تراثها غير المادي، أي أسلوب الحياة النموذجي لشفشاون وجميع المعارف والعادات التي استمرت في الثقافة المحلية لقرون". وأشارت إلى أن بلدية شفشاون "تبنت في العام 2013 خطة عمل الحمية المتوسطية"، مضيفة أنه "منذ ذلك الحين، تم تنفيذ العديد من الأنشطة بفضل توقيع اتفاقيات مختلفة بالشراكة مع الجمعيات المحلية ولكن أيضا مع المنظمات الإقليمية والوطنية والمنظمات الدولية". من جهتها، سلطت مديرة الدورة الحادية عشرة ل "لقاء المتوسط"، ماجا دوكا، الضوء على دور هذا الاجتماع باعتباره "منصة مخصصة للحوار حول التراث وفن الطهي وتبادل الخبرات بين المغرب وكرواتيا، تكريسا لروابط ثقافية مشتركة قوية". وفي إطار هذا الحدث الثقافي، تم تنظيم العديد من فعاليات تذوق الطعام حول المطبخ المغربي والكرواتي، بمساهمة الشيف المغربي سماح تريبيش. وبالإضافة إلى فن الطبخ، كان على جدول الأعمال أيضا برنامج ثقافي ثري، بما في ذلك معرض مخصص لمدينة شفشاون ومائدة مستديرة بحضور خبراء لمناقشة الأنشطة التي تدعم السياحة المحلية. وتم الاعتراف بحمية البحر الأبيض المتوسط في العام 2010 على أنها تراث ثقافي غير مادي من قبل اليونسكو. ورافق ذلك الاعتراف بأربع مجتمعات رمزية: شفشاون (المغرب)، سوريا (إسبانيا)، كوروني (اليونان) وشيلينتو (إيطاليا). وفي العام 2014، انضمت كرواتيا والبرتغال وقبرص إلى هذه القائمة التمثيلية للتراث العالمي غير المادي لليونسكو.