في ذكرى مولد الرسول الأعظم عودتنا الزاوية الصديقية منذ تأسيسها و هي تخلد هذه المناسبة بما يليق بها من عظمة الذكرى احتفاءا بما هو معروف وشائع ب " سابع المولد" هذا الموروث الديني و الحضاري الذي يعد من خصائص الزاوية الصديقية و هي إحدى الطرق الصوفية البارزة التي لازالت محافظة على طبوعها و خصائصها في المديح و السماع ، إذ تعتبر مرجعا أساسيا و مدرسة أثرت المجال الصوفي المغربي بعطائها الغزير و يرجع لها الفضل في اكتشاف عدد من المواهب و النجوم التي شقت طريقها على مستوى السماع و المديح أو على مستوى فن الإنشاد و الطرب الأندلسي . مساء أمس الجمعة بعد صلاة العصر حج العديد من ساكنة طنجة إلى الزاوية الصديقية لمتابعة الحفل الديني الكبير الذي ترأسه الشيخ الدكتور عبد المنعم بن الصديق بصفته المشرف على الزاوية الصديقية حيث انطلق الحفل مباشرة بعد صلاة العصر، بقراءةٍ جماعية لما تيسر من كتاب الله تعالى، ثم ذِكر الله تعالى باسمه اللطيف. لِتصدح حناجر المادحين والمنشدين بمدح الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام بإنشاد قصيدتي البردة والهمزية للإمام شرف الدين البوصيري رحمه الله تعالى، مع قصائد وأزجال وموشحات في نفس غرض المديح، لكبار الشعراء: كاِبنِ الخطيب، والبُرَعِي، وابنُ الفارض.. إلخ. ملَحَّنةً بطبوع أندلسية شيقة زادت القلوب والأرواح اهتياجاً وسمواً وتشوقاً للجناب النبوي الشريف، فلهجت الألسن بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ثم سرد بعض المنشدين بنغمات مغربية ذات طلاوة رائعة قصة مولد الرسول الأكرم عليه السلام والتي تعرف عندنا المغاربة ب " المولودية ". مصحوبة بزغاريد نسائية معلنة فرحها واستبشارها بهذا المولد العظيم. وبعد صلاة المغرب، استمر الحفل بحصة أخرى من المديح النبوي، لتقام بعده حضرة صوفية خاشعة والتي تسمى بالعمارة، ابتدأت بذكر الصلاة المشيشية، وذكر خاشع مهيب لاسم الله المفرد. وفي ختامها تليت آيات بينات من الذكر الحكيم، ورفعت الأكف بالدعاء والابتهال للمولى سبحانه وتعالى، بإصلاح أحوال الأمة الإسلامية، مع الدعاء لأمير المؤمنين بالنصر والحفظ والتأييد.