كثر في الآونة الأخيرة الحديث وشكاوى المواطنين عن إهمال بعض أطباء القطاع العام بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، وخصوصا المتخصصين في معالجة أمراض بعينها، على قلتهم، للمرضى وعدم الاكتراث بأحوالهم، مفضلين ترك مكاتبهم فارغة مقابل توجههم للاشتغال بالمصحات الخاصة وببعض عيادات أطباء القطاع الخاص، خاصة أولئك الذين يقصدون مستشفيات سبتةالمحتلة، هدفهم "الأسمى والوحيد" هو مراكمة المزيد من الأموال والثروات على حساب صحة وسلامة المواطنين المستضعفين الذين يقصدون المستشفى العمومي لتلقي العلاج على أيدي من وضعتهم الدولة لخدمة هذه الفئات المعوزة براتب جد محترم. لكن بعض عديمي الضمير والأخلاق أبوا إلا أن يضربوا "قسم الطب" عرض الحائط، تاركين المواطنين يواجهون مصيرهم المجهول بأنفسهم دون أن يكلفوا أنفسهم حتى عناء الرد على استفساراتهم ولو عبر الهاتف. سبب هذا الحديث، هو ما عايناه مؤخرا من تصرف لأحد هؤلاء الأطباء، والمتخصص في أمراض الدماغ والجهاز العصبي (Neurologue) بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل، المسمى (ع.ب)، والذي لا يلج مكتبه بالمستشفى إلا بعد منتصف النهار بعد أن يكون قد أمضى الصباح كله بإحدى المصحات الخاصة، تاركا المرضى ومرافقيهم، وخاصة بعض الحالات الخطيرة، ينتظرون في طوابير مصطفة وفي حالة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها كارثية بامتياز، رغم اتصالاتهم المتكررة بهاتفه النقال الذي يأبى بألا يجيب أحدا منهم، ناهيك عن الأسلوب الاستعلائي والسلطوي الذي ينتهجه مع المرضى ومرافقيهم، عكس المعاملة اللينة والوجه البشوش الذي يستقبل به مرضى المصحة الخاصة الذين يقصدونه. فصباح يوم السبت 4 فبراير 2012، وهو متواجد بعيادة أحد الأطباء الخواص المتواجدة بشارع المقاومة بمدينة تطوان، وبعد اتصالات عديدة بهاتفه المحمول بدون جدوى، التجأ أحد مرضاه الذي يتابع حالته بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل لزيارته بهذه العيادة قصد استفسارجد مهم يخص نوعية الدواء الذي وصفه له، ثار هائجا في وجه المكلف بالاستقبالات بنفس العيادة مخاطبا إياه بأسلوب سوقي "علاش كتدخل لي المراض ديال سانية الرمل؟ والله حتى نوري نباباك الطريق منين تيدوز" !!!! الأمر الذي أثار اندهاش واستغراب جميع الحاضرين، خصوصا أهل المريض الذين تحملوا عناء السفر من منطقة بعيدة عن المدينة. فبالله عليكم، هل بمثل هؤلاء "الأطباء" وبمثل هكذا تصرفات يمكن الارتقاء بمجال يهم صحة وأرواح المواطنين، وهو الركيزة الأساسية المعتمد عليها في قياس نسبة تقدم ونمو أي مجتمع من المجتمعات البشرية؟؟ وهل أمثال هذه الطينة هي المعول عليها في تحسين صورة المرافق العمومية، وعلى رأسها المراكز الصحية، لدى المواطن المغربي بصفة عامة، والتطواني بصفة خاصة، الذي نفذ صبره مما يجري داخل هذا المستشفى/المجزرة من مناكر وتجاوزات يندى لها الجبين؟؟ فإذا بقيت صحة وأرواح الناس معلقة بين أيدي أمثال هؤلاء "الأطباء" فما علينا إلا أن نصلي أربعا على قطاع الصحة ببلادنا.