دق زين العابدين الحسيني الخبير في مجال البيئة ناقوس الخطر الذي يهدد مجموعة من الأشجار المتواجدة بغالبية الشوارع والأزقة بمدينة تطوان، منتقدا بشدة قيام مصلحة الأغراس والمساحات الخضراء بجماعة تطوان بتشذيب هذه الأشجار في الوقت الحالي. وتأسف الحسيني، في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، على إجراء عملية التشذيب متأخرة عن وقتها الطبيعي بأربعة أشهر، مشيرا إلى أن ما سماه بالقواعد المرعية والعلمية لدى خبراء الأغراس وممتهني الفلاحة تقتضي إنجاز عملية التشذيب في بداية فصل الخريف حيث تفقد هذه الأشجار أوراقها استعدادا لدخولها في بيات شتوي يستمر طيلة فصل الشتاء لتعود مع مطلع فصل الربيع لتخرج براعم، تتكون بعد فترة طويلة (شهرين كاملين)، لتزهر وتربو من جديد. وأوضح الخبير في مجال البيئة أن ما يتم إنجازه حاليا بتطوان هو "عملية تشذيب سريعة ولا تترك أثرا"، تتم في الوقت الذي بدأت فيه هذه الأشجار تحيى من جديد وتخرج براعمها التي ستزهر أوراقا تحميها من أشعة الشمس الحارقة وتظل الكائنات الحية من بشر وطيور من قيض الشمس، استكمالا لدورة طبيعة بيولوجية معلومة من طرف الجميع. وسجل الحسيني في ذات التدوينة أن تشذيب الأغصان في هذه الفترة يشكل "اغتيالا ووأدا للحياة" التي دبت في مفاصل هاته الكائنات والحكم عليها بالبقاء في العراء ودون أدنى حماية من قيض الشمس وهو أمر في غاية الخطورة قد يعصف بهذه الأشجار كلّيّاً أو جزئيّاً، موضحا أن مجموعة من التجارب الأخرى في هذا المجال تعمل على احترام المعايير التقنية والبيئية في عملية تشذيب الأشجار حفاظا على كينونتها من جهة وحرصا على سلامة البيئة بشكل عام. وطالب زين العابدين الحسيني الجهات المسؤولة بجماعة تطوان إلى إعادة النظر في طريقة التعاطي مع تدبير الفضاءات الخضراء بالمدينة والحرص على احترام المعايير التقنية المعمول بها في هذا المجال.