د. زين العابدين الحسيني أمر مؤسف للغاية ، ذاك الذي يحدث هذه الأيام في عدة شوارع من مدينة تطوان ، حيث تتم عملية سريعة لتشذيب ( الزبارة ) الأشجار التي تزيّن جنبات هذه الشوارع من نوع ( le Platanier ) متأخرةً عن موعدها بحوالي 4 أشهر ، ذلك أن هذه العملية ينبغي – حسب القواعد المرعية والعلمية لدى خبراء الأغراس وممتهنو الفلاحة عموماً – أن تتم في بداية فصل الخريف ، حيث تفقد هذه الأشجار أوراقها استعدادا لدخولها في بياتٍ شتوي يستمر طيلة فصل الشتاء لتعود مع مطلع فصل الربيع لتخرج براعم ، تتكون بعد فترة طويلة ( شهرين كاملين ) ، لتزهر وتربو من جديد . ما يحدث هذه الأيام هو أن عملية تشذيب سريعة جدّاً ، ولا تترك أثراً ! تتم في الوقت الذي بدأت فيه هذه الأشعار تحيى من جديد وتخرج براعمها التي ستزهرا أوراقا تحميها من أشعة الشمس الحارقة وتظل الكائنات الحية من بشر وطيور ، من قيض الشمس ، استكمالا لدورة طبيعة بيولوجية معلومة من طرف الجميع . ما يفعله هؤلاء الذين يقطعون الأغصان المزهرة هذه الأيام هو اغتيال ووأد للحياة التي دبّت في مفاصل هاته الكائنات ويحكمون عليها بأن تبقى لفترة غير معلومة في العراء ودون أدنى حماية من قيض الشمس ، وأن تعيد كل المسار الذي عاشته طيلة فصل الشتاء لكي تزهر من جديد ، وهذا أمر في غاية الخطورة قد يعصف بهذه الأشجار كلّيّاً أو جزئيّاً ، سيّما أن عملية الزبارة هاته ، ليست ضرورية لا علميا بيولوجيا ولا فلاحياً تقليدياً ، وليس من اللازم القيام بها كل سنة ، فجل عواصم أوروبا ومدنها الكبرى مزينة بهذا النوع من الأشجار ولا يلجأون إلى تشذيبها إلا في فترات متباعدة ، ( من 3 إلى 4 سنوات )، اللهم إن كان هناك " سبب آخر " يستدعي الإسراع والإصرار على هذا التشذيب !! على كلٍّ ، يبدو أنّ المصلحة المسؤولة عن الأغراس والمساحات الخضراء بالجماعة ، تحتاج إلى من يمكّنها من منبّه يرن في الوقت المناسب حتى لا تستيقظ متأخرة في المستقبل كما حدث هذه المرّة !! - Advertisement -