يعتبر تجويد أداء المدرسين والمدرسات مطلقا مجتمعيا ملحا باعتبار أن جودة أي نظام تربوي يكون بجودة مدرسية. فمن متطلبات الارتقاء بالأداء داخل الفصل الدراسي أن يشتغل المدرس على ذاته ويفكر في موافقه وأفكاره ويعمل على تعديلها وتقويمها فيما يتعلق بالعديد من الأبعاد لتطوير أدائه داخل الفصل الدراسي. عند ممارسة مهنة التدريس، هناك أبعاد ينبغي على المدرس أن يفكر فيها ويأخذها بالجدية اللازمة، من أبرزها: تقبل التشعب في الوضعيات التربوية التعامل مع الواقع، بمعنى أن المدرس عليه أن لا ينزعج وينفعل ولا يحبط أمام وجود عدد من الظواهر (تباين مستويات التلاميذ) ووجود سلوكيات جانحة أو مناوئة للمؤسسة المدرسية، ووجود عناصر مشوشة وغير مبالية لسير الدرس ومعطلة له، وظهور أنماط غريبة من اللباس والحلاقة… كلها ظواهر ناتجة عن التطور المجتمعي ودمقرطة التعليم فضلا عن استقطاب المدرس لكل الشرائح الاجتماعية والثقافية. إذن المطلوب من المدرس الاستعداد الكامل مع هذا الواقع الجديد المتغير والتفاعل مع مختلف الظواهر والعمل على إصلاحها وتقويمها، لأن رفض المدرس التعامل والتفاعل مع الواقع المعيش، قد يجعله يعيش في وضعية إخفاق مهني وشعور بعدم الرضى عن الممارسة التربوية. كما على المدرس، العمل على تقريب المادة الدراسية من كل التلاميذ والتأقلم مع طبيعة الرسالة التربوية النبيلة ، أي ألا يجعل المادة الدراسية مستعصية على غير المتميزين منهم. ومن واجب المدرس كذلك العمل وباستمرار على التطوير المهني الذاتي لتحسين علاقاته مع تلامذته داخل وخارج الفصل الدراسي، والعمل على التأقلم مع مختلف المشكلات الجديدة وأن يتعامل مع الوضعيات المشكلة والتحكم في الانفعالات والسيطرة عليها إضافة إلى الاهتمام بالصعوبات التي يواجهها التلاميذ في التعليم. كما على المدرس أن يتوخى العقلانية من أجل مناخ علائقي سليم داخل الفصول الدراسية ..كل ذلك يمكن المدرس من تلقي تغذية راجعة متينة تساعده على تعديل أدائه وتنويع طرقه البيداغوجية والانفتاح على تجارب زملائه لاختصار مسافات تعلم مهنة التدريس.