يأتي الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، المرتقب عقده يومي 1 و2 فبراير بالرباط، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، ليكرس الشراكة الاستراتيجية والديناميكية التي انخرط فيها البلدان عقب الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للمغرب في أبريل الماضي، بدعوة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ووعيا بالأهمية الاستراتيجية للروابط التي تجمعهما، وتطلعات الشعبين المشروعة للسلام والأمن والازدهار، قررت المملكتان تدشين مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية، على أساس مبادئ الشفافية والحوار الدائم والاحترام المتبادل وتنفيذ الالتزامات والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين. وفي إطار هذه الروح، اتفقت الرباط ومدريد على وضع خارطة طريق مستدامة وطموحة، تتضمن عدة عناصر تهم مختلف جوانب التعاون الثنائي. وهكذا، سيشكل الاجتماع رفيع المستوى لحظة مهمة ومحطة حاسمة، والتي ستعكس هذه الروح الإيجابية، الموجهة بحزم نحو احترام الالتزامات التي تطبع اليوم العلاقات المغربية الإسبانية. ويتعلق الأمر بتسليط الضوء على تنزيل النقاط والالتزامات الرئيسية الواردة في خارطة الطريق هذه، بغية المساهمة في تقدم وازدهار البلدين، اللذين يربطهما التاريخ والجغرافيا. ولإبراز الأهمية التي توليها الجارة الإيبيرية لتوطيد علاقاتها مع المغرب، سيرافق وفد وزاري هام رئيس الحكومة الإسبانية بهذه المناسبة، بهدف مواصلة المضي قدم ا مع ا وتعزيز الصداقة الإسبانية المغربية، والتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وهذا الحرص من جانب اسبانيا على استثمار هذه المناسبة للتأكيد على أن المغرب جار وشريك استراتيجي لا غنى عنه ، هو ما عبر عنه الملك فيليبي السادس، الذي اعتبر أن الاجتماع رفيع المستوى المقبل سيمكن من تعميق "العلاقات الثنائية واسعة النطاق". وقال العاهل الإسباني، في كلمة ألقاها بمناسبة استقبال خص به أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بإسبانيا، إن "هذا اللقاء الذي لم ي عقد منذ العام 2015، سيتيح تعميق علاقاتنا الثنائية واسعة النطاق، من أجل العمل سويا على أسس أكثر متانة" ، مذكرا بأن البلدين دشنا "مرحلة جديدة" في علاقتهما الثنائية. وبذلك سيشكل الاجتماع رفيع المستوى فرصة لتجديد التأكيد على الرغبة في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتشاور الدائم والتعاون الصريح والمخلص، في إطار حسن الجوار . إن الحفاظ على علاقات ممتازة بين البلدين، لن يكون مفيدا للمملكتين فحسب، بل أيضا للاتحاد الأوروبي وإفريقيا، وللامتداد الطبيعي والعمق الاستراتيجي للمغرب. وتعد العلاقات بين المغرب وإسبانيا بمستقبل مشرق بفضل رغبة البلدين في إعطاء نفس جديد لتعاونهما في مختلف المجالات، في إطار شراكة متجددة ومفيدة للطرفين.