تصدرت مدينة تطوان، ومنذ عقود، لائحة الوجهات السياحية المفضلة بالمملكة لما حبتها الطبيعة به من مؤهلات ومقومات تجمع بين شواطئ شاسعة، خلابة، وسلاسل جبلية غنية بالغابات والمنتزهات، تعززها بنية تحتية حديثة تمكن من استقبال أزيد من مليون سائح خلال فترات الاصطياف. هذه المكانة التي اكتسبتها "جوهرة الشمال" ترسخت بفضل عشرات الكلومترات من الشواطئ، المطلة على الأبيض المتوسط، والتي، وإن لم تكن خاضعة إداريا للمجال الترابي لعمالة تطوان،تظل الوازع الأول للسائح، مغربيا كان أو أجنبيا، إلى درجة أن مدينة الحمامة البيضاء أضحت إحدى الوجهات السياحية الأربعة المفضلة في المغرب. من واد لو جنوبا إلى القصر الصغير شمالا يمتد عقد من السواحل ترصعه أجود الشواطئ المغربية كأنها جواهر متراصة تتوسطها، بين الفينة والأخرى، شواطئ خلابة كشاطئ واد لو أو شاطئ أمسا وأزلا ومرتيل والمضيق والفنيدق والقصر الصغير. كل هذه الفضاءات تتوفر على بنيات تحتية مؤهلة لاستقبال مئات الآلاف من السياح وتعرف طوال فصل الصيف ملتقيات ومهرجانات ومواسم فنية وثقافية. كما توفر هذه الشواطئ، التي يرتفع عدد سكانها خلال الصيف ب 10 أضعاف، تجهيزات سياحية حديثة تضم عدة قرى وإقامات سياحية وفنادق مصنفة إلى غير ذلك من المجمعات السياحية المتعددة والمتنوعة إلى جانب ملعب للكولف في المنطقة الممتدة بين مارتيل وكابو نيکرو، يتوفر على 18 حفرة. بالإضافة إلى الغولف توفر منتجعات الاصطياف على الساحل الشمالي لتطوان تجهيزات لممارسة مختلف الرياضات المائية وخاصة منها الغطس ورياضة صيد الأسماك في أعماق البحر والتزلج على الماء وركوب الأمواج والزوارق الشراعية والتجديف بالكاياك وكذا خدمات مراكز العلاج بمياه البحر. وعلى مقربة من تطوان يمكن التوجه للجبال الريف التي تشكل فضاء رائعا للممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة. ومن أهم هذه المجمعات السياحية، إلى الشمال من مدينة تطوان، مجمع سياحي ضخم على الطريق الرابطة بين الفنيدق والمضيق يحمل اسم "تمودة باي" ويشمل شواطئ وكورنيش وموانئ ترفيهية ومتاجر ويمتد من واد نيکرو مرورا بريستينکا ومارينا سمير وهوليداي كلوب ومنتجع لاكونا سمير ومركب ماني ومتاجر ومطاعم ومارينا كابيلا ومارينا سمير. ويتربع منتجع مارينا سمير على لائحة المنتجعات بالمنطقة، وهو ميناء ترفيهي يعتبر جوهرة موانئ جنوب البحر الأبيض المتوسط ويوفر عشرات الأرصفة لرسو المراكب وكافة أنشطة الترفيه وجميع الخدمات اللازمة في الميناء الحديث إضافة إلى نوادي لممارسة رياضات متعددة ومتنوعة، من بينها ركوب الأمواج والزوارق الشراعية وركوب الدراجات المائية. كما يعتبر كابو نيغرو أو الرأس الأسود واحداً من أهم المعالم السياحية في تطوان، المعروفة بالمنتجعات السياحية الأكثر ازدحاماً في البلاد، فضلاً عن كونه من أجمل الشواطئ الرملية في شمال المغرب. وجمعت جل شواطئ المنطقة بين رمال ذهبية وطبيعة خلابة وهواء نقي ومياه تنفرد بمميزات خاصة. شاطئ آخر يعتبر من أجمل شواطئ المملكة، يتواجد بالجماعة القروية قصر المجاز على بعد 14 كيلومتر غرب سبتة، حيث كان تابعا لإقليم تطوان قبل أن يصبح تابعا للإقليم الحديث الفحص أنجرة. إلى جانب هذه الشواطئ ذات الشهرة المحلية والدولية تتوفر تطوان على شواطئ خلابة، مغمورة من بينها شاطئ الدالية الواقع بين رأس سيريز وجبل العتبة، عند الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق والمتميز برماله الذهبية الجميلة وبغاباته الجميلة ومياهه الصافية واللوحة الصخرية الطبيعية التي يرسمها رأس سيرز. وفي اتجاه مدينة واد لو تتعدد شواطئ لا تحظى بالشهرة نفسها، بدأ بشاطئ آزلا (10 كلم جنوبتطوان) ثم آمسا فشاطئ العذراء وتامرابط وتامرنوت وأوشتام، ومكاد" الذي يصفه الساكنة بلوحة فنية طبيعية تجمع بين الجبل والغابة والبحر، وكلها شواطئ تشكل وجهة للسياح الراغبين في الاصطياف في أجواء جد هادئة. الواجهة الجبلية: تنوع طبيعي جذاب على طول الجنوب الشرقي لمدينة تطوان تصطف واجهة جبلية تتخللها وديان وشلالات ومنتزهات من بينها المحمية الوطنية تلاسمطان، التي تقع بين إقليمي تطوان وشفشاون، والتي صدر قرار بشأنها سنة 2004 لتكون منتزها وطنيا لحماية أشجار الشوح. وتمتد المحمية الوطنية لتلاسمطان على مساحة 589.5 كيلومتر مربع تشمل عدة جبال من بينها جبل كلتي (1926 متر) وجبل عليويين (1846 متر) أعلى قمم الجزء التطواني من المنتزه وتزخر بتنوع بيولوجي مهم يستهوي عشاق السياحة الجبلية، وتضم هذه المحمية عدة فضاءات للاستجمام من بينها مصطاف الزرقاء الذي يبعد عن مدينة تطوان بحوالي10 كيلومترات، وأصل اسمه الكلمة الاسبانية "la charca" أي البركة أو حوض المياه حيث تتواجد به خزانات للمياه أسفل جبل بوزيتون لتغذية الشلال يصب في بركة للسباحة. وتشتهر الزرقاء بطبيعة جميلة تشمل بساتين تمتد على طول الواد وتوفر تنوع بيئي وحيواني ونباتات متعددة وفريدة لا توجد إلا في هذه المنطقة التي أصبحت مصدر جذب سياحي بمدينة تطوان. وليس بعيدا عن عين الزرقاء يتواجد كهف "تحت الغار" الذي يعتبر مقصد والمستكشفين المختصين في صبر أغوار الكهوف، وتكون هذا الكهف نتيجة حفر مياه الأمطار وتسربها عبر الشقوق المنفذة للصخور الكلسية المكونة لجبل بوزيتون مما أذا لظهور أشكال تضاريسية داخل الكهف تسمى "بالأشكال الكارستية" بسبب ذوبان الصخور الكلسية الكربوناتية تحت تأثير المياه المحملة بثنائي أكسيد الكربون. ووسط المحمية الوطنية تلاسمطان، عند نقطة إلتقاء واد الفردة بواد القلعة، يتربع منتزه أقشورالسياحي الذي يعتبر الوجهة المفضلة لساكنة الشمال وللسياح، ويتميز منتجع أقشور بجغرافية جبلية وبطبيعة خلابة تحتضنها التلال الخضراء الواقعة وسط الجبال، وتلفها العديد من مجاري المياه تتوسطها شلالات وعيون نابضة. أما واد القلعة الذي ينبع من منطقة "بو بنار" فمعروف بالشلال الكبير الذي يصل علوه لحوالي 100 متر، إضافة لشلالات أخرى أقل أهمية تصب في بحيرة عميقة تشكل مسبحا طبيعيا. وفي اتجاه الشمال الغربي، وعلى بعد 7 كيلومترات غرب مدينة سبتة، قرية صغيرة، تجمع في الآن نفسه بين الجبل والشاطئ، تسمى "قرية بليونش" .. تطل على مضيق جبل طارق وتحيط بها سلسلة من المرتفعات أعلاها جبل موسى ووادي كبير تنبع فيه عيون كثيرة تزود القرية ومدينة سبتة بالمياه الصالحة للشرب. وبالإضافة إلى ما تزخر به مدينة تطوان من مؤهلات تاريخية وطبيعية وجغرافية تجعل منها من أهم الوجهات السياحية بالمغرب توفر تطوان سوقا تجاريا يحجه آلاف المتبضعين، نظرا لقرب هذه المدينة من سبتةالمحتلة التي تصدر عشرات الأنواع من السلع والبضائع المنخفضة الثمن. العنوان: تطوان إرث وطموحات متوسطية إشراف: كريمة بنيعيش / سعيد الحصيني (بريس تطوان) يتبع...