يعد منتزه رأس الماء الواقع على بعد 10 كليومترات جنوب مدينة تازة، واحة رطوبة وهواء عليل وشلالات مياه منهمرة متعة للتازيين والزوار في صيف المدينة القاري القائظ. ويتوفر هذا الموقع على مصادر هامة من المياه السطحية تساهم في تغذية وديان وعيون ومنابع مياه تتدفق بين أشجار الكرز واللوز والزيتون والتين والبرقوق التي تحفل بها المنطقة وتساهم أيضا في تزويد تازة العليا بالمياه العذبة. وتستفيد المنطقة حاليا من مشروع لغرس أشجار اللوز على مساحات جبلية واسعة في إطار "مخطط المغرب الأخضر"، وهو ما سيحولها لبساتين من أشجار الفواكه المثمرة وسط المياه والخضرة. وبالنظر لمناخها القاري الجاف، تعرف تازة صيفا شديد الحرارة فيما يعتبر هذا المنتجع الملاذ الوحيد لسكان المدينة للاستجمام، حيث يقصدونه للاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة وسط طبيعة خلابة، والتنزه بين وديان وبساتين المنطقة، وإن كانت بنياته التحتية في حاجة ماسة لتأهيل عمراني شامل يليق بها كموقع سياحي متميز بالنسبة لهذه المدينة العريقة. ويحتاج هذا الموقع لأعمال تهيئة شاملة ليصبح منطقة جذب سياحي بامتياز، من بنيات تحتية ومقاهي ومطاعم ومسابح وسوق للاقتصاد الاجتماعي، خصوصا وأنه يعد بوابة الولوج لواحدة من كبريات مناطق السياحة الجبلية في المغرب وهي باب بودير والمنتزه الوطني تازكة. ويبلغ صبيب تدفق المياه السطحية بعين رأس الماء 270 لتر / ثانية، وهي أكبر العيون في المنطقة تليها عين أدمام بصبيب 90 لتر / ثانية. وفي الواقع، يعد منتزه رأس الماء بوابة تازة لسلسلة الأطلس المتوسط، وما أن يستكمل الزائر طريقه جنوب رأس الماء حتى يستقبله مركز الاصطياف باب بودير (30 كلم جنوبتازة) والذي يعج صيفا بالمخيمات التي تستقبل الأطفال والأسر في أجواء ساحرة، ثم غير بعيد مغارة فريواطو الشهيرة، ومنتزه تازكة بجباله ومنطقته المحمية التي تتواجد بها قطعان من غزلان الأروي وأنواع من ماعز الجبل ووديان وشلالات، قبل الوصول لقرية بوشفاعة الجبلية ثم وادي أمليل. وتعتبر منطقة رأس الماء بداية سلسلة الأطلس المتوسط من باب تازةالجنوبي، وتشكل مع منتزه تازكة الذي يبلغ علوه 1980 متر واحدة من أكثر المناطق رطوبة في المغرب في محيط جاف، كما تصفها كتب الجغرافيا حيث أنها قريبة من حوض ملوية القاحل في الشرق وسهل سايس شبه الجاف في الغرب. وفي هذه المنطقة، بلغ على مدى السنوات العشر الممتدة إلى غاية 2016 أقصي معدلات التساقطات ب1025 ملم سنويا بمحطة الرصد باب بودير، فيما بلغ المعدل السنوي في محطة باب أزهار الواقعة على علو 760 متر، 878 ملم سنويا. ولعل ذلك ما جعل المنطقة تتمتع بموارد كبيرة من المياه السطحية بفضل ظروفها الطوبوغرافية والمناخية والجيولوجية، وإن كانت احتياطياتها من المياه الجوفية متواضعة إلى حد كبير بالنظر إلى هيمنة التكوينات الجيولوجية غير المنضبطة. وهو ما يجعلها تنتمي مائيا للحوض المفرغ لوادي إيناون (الذي يقع عليه سد إدريس الأول) ومنه لوادي سبو. ويتخذ وادي إيناون مساره من الشرق إلى الغرب على مسافة 163.5 كلم وفيه يفرغ أيضا وادي الأربعاء ووادي لحضر بعد أن يستجمعا المياه السطحية للمنطقة. ومن الناحية الجيو-مورفولوجية، تتكون المنطقة من المنحدرات والتلال والوديان الضيقة، خاصة في الجزء الغربي منها. وتتميز مرتفعاتها بغلبة الأحجار الكلسية وهو ما يفسر توفرها على العديد من المغارات والكهوف. كما تتميز المنطقة جيولوجيا بثلاثة مجالات هيكلية تشمل بداية سلسلة الريف في الشمال وسلسلة الأطلس المتوسط في الجنوب يفصل بينهما ممر ممدود في اتجاه واحد (شرق غرب). وعبر هذا الممر تشكلت تازةالمدينة تاريخيا كحصن حصين، ثم سرعان ما ينتهي هذا الممر في فج الطواهر.